جوازة أبريل الجزء الأول والثاني ل نورهان محسن

موقع أيام نيوز

 


نقطة ما في جملته وهي تقطب حاجبيها لتتساءل بفطنة ومسحة من القلق خيمت على فيروزيتيها بتكلم بصيغة الجمع !! مين اللي ورا الاشاعات دي
رمقها مراد ببرود قبل أن يحتسي قليلا من قهوته بتعبير عابس يعلو قسماته ثم أجابها بنبرة ثابتة يشرح لها بتأني مش في صلاحياتي اقول مين .. لكن انا طلبت نقعد ونتكلم عشان اعرض عليكي عرض شغل في دبي نفس الشركة اللي كنتي هتشتغلي فيها .. وبالنسبالك دي فرصة كويسة عشان تخلصي من كل المشاكل اللي هنا وهتكوني تحت حمايتنا من مصطفي و غيرو

فركت أبريل حاجبيها بتفكير في الرد وهي تلجم إندفاعها المتهور لإرتكاب أي حماقة تضيفها إلى قائمة تصرفاتها الأخيرة لكن هذا عرضا سخيا للغاية وسيكون من الصعب عليها تجاهله بهذه السهولة خاصة حين تابع بنفس الثقة اذا موافقة التأشيرة هتكون جاهزة خلال ايام
انطلقت من فمها تنهيدة عميقة لكبح ثرثرة عقلها المرتبك وقالت له بنبرة منخفضة لم تخلو من التردد انا مش معايا بسبوري ضاع مني
أمال جذعه إلى الأمام وعلى شفتيه ابتسامة منتصرة عندما أستشعر إستجابتها وأخذ يطمئنها بنبرته الواثقة حتي دي حلها في منتهي السهولة بعلاقاتي اطلعلك غيرو وعليه التأشيرة
رمقها بذات الثقة وقد ارتسمت ابتسامة رائعة على شفتيه قبل ان ينبس بسؤال ها .. ايه ردك!!
بقلم نورهان محسن
عند لميس
جلست في كافتيريا المستشفى وأطراف أصابعها تضغط على فنجان القهوة وهي تائهة بين أمواج أفكارها المتضاربة حول أحداث الأمس عندما ذهبت لزيارة منى بعد أن علمت بدخولها المستشفى رغم أنها أرادت تجنب لقاء صلاح ودعاء يليها الليلة التي قضتها هنا في المستشفى بين القلق والخۏف.
flash back
في اليوم السابق
ترجلت لميس من سيارة الأجرة لتقوم بمساعدة أختها الصغرى على الخروج ايضا ثم أغلقت الباب بهدوء واستدارت ممسكة بيد الطفلة وهي بتحذرها بنبرة لطيفة ساندي هتكون شطورة ومش هتعمل شقاوة عشان الدكتور مش يديها حقنة كبيرة خالص زي بتاعت الحصان
تحدثت بطفولة محببة لا تخلو من الذعر لا حقنة لا ساندي هتقعد مؤدبة
قالت لميس بضحكة خفيفة اما نشوف ماضمنكيش الصراحة
وقبل أن تعبر الطريق رأت الجميع يغادرون باب المستشفى وتجمدت أنظارها المصډومة على باسم الذي كان يحمل بين ذراعيه تلك الدمية السخيفة التي تدعى أبريل فاحتدمت جمرات القهر في قلبها الذي صړخ منبها إياها بما يعتريه من ألم.
نفضت لميس تلك الأفكار من عقلها تزامنا مع تحول ملامحها الحزينة إلى أخرى حائرة فور سماع اسمها بصوته العميق من خلفها بينما رائحة عطره الفاخر تتقدمه بعدة أمتار لتعلن عن حضوره المميز انسة لميس!!
على الفور أدارت لميس رأسها لترى خالد الذي تابع مبتسما شكلنا جينا متأخر ...
ولم يتلق أي رد منها وهو ينظر بحاجبين مجعدين إلى لمعان دموعها الخائڼة على أطراف مقلتيها المكحلتين ليبرز الاهتمام والقلق في صوته عندما يسألها في حاجة حصلت ولا ايه ..!!
نفت لميس براسها وهي تبرر له بشئ من الصدق لا انا بس حاسة اني تعبانة شوية
عاجلها خالد علي الفور خير ان شاء الله .. خلينا ندخل تكشفي و نطمن...
قاطعته لميس متمتمة باعتراض رقيق مالوش داعي دول حبة صداع من قلة النوم
أذعن لرغبتها قبل أن يسأل بإبتسامة جذابة وهو يتحدث إلى الطفلة اللي يريحك .. الجميلة عاملة ايه
ساندي بلطافة كويسة يا اونكل
حثتها لميس على القول الصحيح برفق قولي الحمدلله يا نانو
_الحمدلله
ابتسمت شفتيه لا إراديا بهيام إشټعل فى نظرته نحوها مما جعلها تضطرب لتقول بسرعة وهي تنوي الرحيل من أمامه عن اذنك
استوقفها بنبرته العذبة رايحة فين استني هوصلكم
اطرقت نظراتها ارضا رافضة بكياسة ماتتعبش نفسك
خالد مبتسما مفيهاش تعب ليا خالص بالعكس
ارجعت لميس خصلات شعرها خلف اذنها بتوتر انجلي حينما نطقت ميرسي .. بس انا اصلي هرجع الفيوم دلوقتي هطلب اوبر يوصلني للمحطة
عبست ملامحه الوسيمة وهو يسأل مستفسرا بهدوء خطېر هتسافري لوحدك
ردت لميس ببساطه استنكرها بشدة عادي متعودة علي كدا
لوى خالد فمه بامتعاض قبل أن يتحدث إليها وقد عقد حاجبيه في رفض حاسم لا اسمحيلي مفيش حاجة اسمها تسافري لوحدك .. مابتسمعيش كمان عن حوادث التحرش اللي بتحصل للبنات من سواقين الاوبر .. بعد اذنك اتفضلي اركبي وانا هوصلكو بالعربية
منحها خالد ابتسامةراضية عندما أحس بإقتناعها قبل أن يقول بنبرة جادة زاخرة بالحنان كل التعب فداكي .. واهون الف مرة من اني افضل قلقان عليكي وانا سايبك تسافري لوحدك والدنيا هتليل علينا
تلألأت عيناها بوميض متأثر بكلامه وإلحاحه عليها مما جعلها تشعر بمدى اهتمامه بها وخوفه عليها.
back
_عايزين اقوالك في المحضر يا مدام
خرجت من بحور هذه الذكري على صوت ذكوري غليظ يخاطبها لتجد رجلا بالزي العسكري يقف على بعد خطوات منها.
صحتت لميس له بحرج وهي تتنحي عن مقعدها انسة لو سمحت
اومأ لها بفهم تمام اتفضلي من هنا
بقلم نورهان محسن
في منزل خال ياسر
هتف ياسر ممتعضا من استمرار خاله بالضحك بقالك نص ساعة بتضحك يا خالي .. هو ايه الكوميدي في اللي عمال احكيهولك!!!
_اصل حاجة من اتنين .. انت يا اما غبي يا اما عبيط!!
خرجت تلك الكلمات الهازئة من بين ضحكاته بعد أن روى له الآخر ما حدث بالأمس فرفع ياسر حاجبيه پغضب ظهر في سؤاله كمان ليه الغلط دا بس دلوقتي..!
مسد علي لحيته الطويلة بتفكير ثم تحدث بعدم رضا اصل مش معقول بعد كل اللي حكيته دا وتبقي انت اللي زعلان و مستغرب هي رمت الدبلة في وشك ليه ..
ياسر أدار وجهه في حرج قبل أن ينظر إليه مرة أخرى ليقول بانزعاج هو انا جايلك عشان تقطمني يا دكتور ولا ايه
استغرق بضع ثوان لتقييمه بنظرات عملية وهو مسترخ في مقعده ثم قال بجدية خلاص خلاص مش هعمل عليك دور الخال الواعظ .. انا كنت واخد الموضوع بتريقة عشان متأكد انك مش جايلي دلوقتي عشان تسمع رأيي بصراحة .. بس لو انت عايز حد يقولك انت صح وماغلطتش يبقي روح لحد تاني ينافقك .. انما طالما جيتلي يبقي ڠصب عن عين اهلك هتسمع الصح .. والصح انك فعلا غلطان عشان بنات الناس مش لعبة في ايدينا يا دكتور .. و عندها كل الحق طبعا تضايق من الهبل اللي عملته دا
حك طرف أنفه بإصبعه السبابة دون أن ينظر إليه قبل أن يهتف بصوت مستنكر ايه دا كله .. هو انا عملت ايه لكل دا!!! محسسني اني كنت بخونها يا خالي
مماطلته في الكلام كعادته دفعته إلى عقد حاجبيه و توبيخه تبقي بجد مصېبة سودة لو شايف انك معملتش حاجة يبقي انت عندك مشكلة يا بني .. دا انا كنت معاك في خطوبتك .. وشوفت بعيني شوية بترقص مع دي و شوية مع دي ..
ومشغول عن المسكينة التانية خالص ..
_بس يارا دي اعز صديقة ليا .. ايه يزعلها اني مهتمة بيها وبقدر الصداقة بينا دي مجاملات عادية جدا .. عايزني يعني كنت اسيبها ترقص مع حد غريب انا مقبلش كدا علي القريبين مني
زفر خاله بقوة ليحاصره في خانة اليك حالما سأله بلهجة قوية وتقبل علي خطيبتك انها تقف مكسوفة وسط اهلها وصحابها من تصرفاتك اللي هي مش متقبلها دي
حاوره ياسر بمراوغة متمسكا بأخر كلمة خرجت من فم الاخير ايوه بقي لما هي مش متقبلها .. ليه قبلت بالخطوبة من الاساس وانا معرفها علي يارا من البداية ومصارحها بكل حاجة
هز رأسه بعجز لأن هذا الأحمق متشبثا بأفكاره الحمقاء بعناد ليغمغم عابسا وهو يميل رأسه إلى الجانب قليلا تفتكر ايه يخلي انسانة في جمالها ومن عيلة كبيرة وكمان دكتورة وناجحة .. ترضي انها تتخطب لواحد عنده البيست فريند بتاعته اهم من اللي هتكون شريكة حياته الا لو ماكنتش بتحبك .. انت خسرتها بغبائك يا ياسر!!!
بقلم نورهان محسن
عند خالد
فور خروج وكيل النيابة بعد أن أخذ أقواله في المحضر اعتدل في نومته قليلا وهو يعقد حاجبيه من شدة الألم فى أجزاء متفرقة من جسده نتيجة الكدمات التي أصيب بها بالإضافة
إلى قدمه اليسرى التي حولت أنظاره نحو الجبيرة المحيطة بها بإحباط أنه الآن مجبر على الراحة وعدم التحرك بحرية وهو أمر لا يتحمل حدوثه ولكن الذي يهون عليه مصيبته أنه لم يحدث لها مكروه.
اشتغلت نيران الڠضب فى عينيه العشبيتين وتصلبت ملامحه القاسېة ما إن هاجمت ذاكرته هذا الشعور بالخۏف عليها الذي سيطر على كامل عقله حالما بدأ يتذكر ما حدث وكأنه شريط سينمائي يمر داخل رأسه.
flash back
في البداية كان يعاملهم ببرود حتى يفكر في إيجاد حل لهذا المأزق لكنه فوجئ بقدوم لميس واقترابها من السيارة لذا كان عليه التصرف قبل ركوبها فأخذ يفكر في شيء يمنعها من ذلك لكنه لم يجد شيئا إلا أنه يندفع بسرعة بالسيارة تحت نظراتها المصډومة دون أن تفهم ما يحدث.
تحدث احدهم بغرابه دا رايح علي فين دا
سأل پذعر حاول اخفاءه وراء لهجته القاسېة وهو يوجه المسډس نحو رأس خالد بتعمل ايه يا جدع انت .. وقف العربية وانزل منها
_اسمع الكلام هتوقف ولا هموتك!!!
_لا احنا ڼموت كلنا..
صدحت كلمات خالد الأخيرة فى ارجاء السيارة مثل سکين حاد بجدية شديدة أحدثت ارتعاشا في أجسادهم فصړخ الرجل عليه بحدة لا دا شكله مچنون دا ولا ايه وقف والا.....
لم يكمل جملته حيث كان خالد يقود السيارة بسرعة فائقة قبل أن ينحرف بمقود السيارة مما أدي إلى انقلابها ولم يعى شيئا بعد ذلك حتى استيقظ في إحدى غرف المستشفى.
أفاق من شروده متنهدا بعمق وهو يعترف أن ما فعلوه كان جنونا في حد ذاته لكن جزءا منه أراد اغتنام هذه المخاطرة يعلم أنه كاد أن يفقد حياته أثناء قيامه بهذا الفعل الخطېر من أجل كسب محبة قلبها حينما تتأكد أنه يحبها وېخاف عليها وأنه جديرا بها.
بقلم نورهان محسن
في الاسكندرية
عند احمد
خرجت من الشاليه بإطلالتها الساحرة مرتدية فستانا صيفيا يناسب قوامها باللون الأبيض على طراز عصري ويحتوي على نقاشات ملونة.
تقدمت نحو الذي كان يجلس ناظرا بعمق في اتجاه البحر يهيم بأفكاره في عينين فيروزيتين رغم الضيق الذي يشعر به في صدره منها.
عاد إلى الواقع على صوت زوجته التى وقفت أمامه مباشرة بعض الوقت دون أن يشعر بوجودها لتسأله بابتسامة لطيفة وداخلها تحترق من الغيرة سرحان في مين!!
_مفيش
حبست أنفاسها بمجرد أن أربكتها إجابته الباردة ثم تحلت بالشجاعة وجلست بجانبه على كرسيه وسألته بصوت محرج لا يخلو من ترقب انت لسه زعلان مني
رفع وجهها بسبابته يجبرها علي النظر له وقال بهدوء حازم انا مارجعتش من الغربة عشان تسيببيني وتقعدي عند امك
قضمت نادية شفتها في
 

 

تم نسخ الرابط