جوازة أبريل الجزء الأول والثاني ل نورهان محسن
المحتويات
لكنها تعلمت إخفاء هشاشتها خلف قناع الصلابة والتهكم
رفعت رأسها بثقة وهي تتقدم نحو الداخل تصعد إلى الطابق الموجود به شركته ثم تقدمت نحو السكرتارية تطلب منها إذن للدخول فرفعت سماعة الهاتف لتتحدث بتردد ملحوظ أيوه يا مستر مصطفى مدام أبريل موجودة برا وعاوزة تقابل حضرتك
أغلقت الخط بعد ثوان قصيرة ثم نظرت إلى أبريل بابتسامة مهنية اتفضلي مستر مصطفى منتظر حضرتك في مكتبه
قالتها ابريل بإبتسامة صفراء بعد أن لاحظت نظراتها المدهوشة من قدومها الجرئ إلى عرين الأسد لتتأكد من متابعة أخبارها بإهتمام خاصة بعد أن منادتها بلقب مدام
قدماها تحركان بثبات ظاهري نحو الباب أخذت نفسا عميقا وهي تفتحه نظراتها تلاقت مع عينيه اللتين كانتا تشبهان شظايا الجليد مسلطة عليها بجمود من خلف مكتبه
سألها بصوته الذى خرج باردا قاسېا كما لو كان ينحت الكلمات على حجر
ثبتت عينيها عليه بهدوء دون أن ترمش وإبتسامة جانبية إرتفعت على شفتيها المكتنزتين مجيبة بنعومة مثقلة بالسخرية جيت اتفرج على الراجل الوقور وهو بيتحول لراجل عصابات وقاطع طريق
وقف مصطفى من خلف مكتبه ببطء ثم إقترب بخطوات واثقة شعرت ببرودة جسده المهيبة تحيطها وهو يلتف حولها مثل نمر يدرس نقاط ضعف فريسته كتمت أنفاسها تلقائيا كأن رائحة الخۏف ستفوح منها فتصل إلى حواسه المتأهبة لإلتهامها بلا رحمة
انت زودتها أوي بتصرفاتك اللي بقت خارجة عن السيطرة
صوتها كان مزيجا من التحدي والإستهجان وهى تستدير نحوه بنفاذ صبر ثم صاحت تردف فضلت ساكتة عن قسوتك و تهديداتك و عداوتك لحد ماوصل بيك الحقد والكره تعمل للي عملته امبارح بأي حق
إشار قبضته أمام وجهها يعتصرها بقسۏة معتبرا تحديقها فيه تحديا مستفز بحد ذاته وهذا زاد من تصاعد حقده المكتوم وتابع من بين أسنانه المطبقة
پعنف تعرفي لولا إني كنت متمسك بآخر ذرة عقل في راسي كنت خلصت عليه
ألسنة الحقد المتأججة في سواد عينيه أنبأتها بأن العناد لن يجدى معه نفعا فخفضت نبرتها بهدوء لتفادي اشتعال ما هو أخطر كفاية كدا يا مصطفي وقف الحړب دي لو سمحت وقفها
تنفست ابريل بصعوبة وخرج صوتها هادئا لكنه مثقل بالتوتر انا كل اللي عايزاه منك تنهي العداوة دي انا معنديش القوة عشان احاربك واتحداك زي ما انت فاكر انا مش زيك
تلاشت صدى ضحكاته فى الهواء ثم بعينين تشتعلان ڠضبا إقترب اكثر منها ليواصل بهسيس حاد زودي علي كدا انك انانية وغدارة وخاېنة!!!
ابتلعت ريقها بشق الأنفس من كلماته التى طوقت عنقها بعقد من الشوك السام سلب منها القدرة علي التفكير للحظات وقفت فى مواجهته تمتزج نيران حقده الحارق مع ڼار التمرد المتأجج بتحدى متوهج على أمواج عينيها الفيروزية المستهجنة في صراع مستعرا
نهاية الفصل التاسع والعشرون
رواية جوازة ابريل
نورهان محسن
نورهان محسن رواية جوازة ابريل
الفصل الثلاثون مکيدة الشيطان النصف الأول
كدمية تتراقص بين أصابعه يحرك خيوطها بمهارة ذئب قاس متلاعبا بمشاعرها ليحقق انتقامه البارد بينما كانت تظن أنها تعيش حلما جميلا تنبض فيه وعود ساحرة سرعان ما إستفاقت على حقيقة مكيدته الشيطانية ورغم كبريائها المكسور الذي ينعكس في عينيها الحزينتين من شدة قسو ته تركته يعتقد أنه المنتصر بينما تتأمل مسرحية انتقامه بقلب يغمره الألم متشبثة بأمل خاڤت في الخروج من چحيم عشق وقعت به سهوا
زودي علي كدا انك انانية وغدارة !!!
ابتلعت ابريل ريقها بشق الأنفس من كلماته التى طوقت عنقها بعقد من الشوك السام سلب منها القدرة علي التفكير للحظات وقفت فى مواجهته تمتزج نيران حقده الحارق مع ڼار التمرد المتأجج بتحدى متوهج على أمواج عينيها الفيروزية المستهجنة في صراع مستعرا
!!!
رددتها خلفه بصوت يفيض إستنكار غير مصدقة إلى أي مدى وصلت حقارته هل يحاول تحميلها وزر أكاذيبه الآن سرعان ما رسمت ابتسامة باردة على شفتيها متمتمة بهدوء هو انت ازاي مصدق نفسك كدا وانت بتقولها
رمقته ابريل بازدراء وأشارت بإصبعها باستخفاف تجلى فى جملتها بما يكفي لتنهش كبرياءه بخنجر مسمۏم عموما اخر حاجة ممكن تهمني هو انت شايفني ازاي ! كنت يعني هنتظر ايه من واحد ساب فعله هو ومسك في رد فعلي اللي كان طبيعي!!
تقوست زاوية فمه بسخط مكبوت أدارت له ظهرها وتقدمت نحو أحد المقاعد أمام المكتب جلست بهدوء وأرست حقيبة يدها برفق على قدمها بينما أبقت نبرتها مشبعة بسخرية لاذعة سيبتني ابني قصور من رمل واتخيل اني هعيش فيها مع راجل محترم في استقرار اتوهمت اني معاك هلاقي الامان والحنان اللي اتحرمت منهم سيبتني ارسم احلام في الهوي طلعوا كلهم سراب
تدفقت الكلمات من شفتيها كاعتراف متأخر وصوتها خاڤت كهمس سر محاط بالأشواك لكنها مضطرة لتفريغ شحنات الألم والڠضب المكبوت بينما هو ظل واقفا بثبات صامت اتهد دا كله في اللحظة للي نزلت بجري بفستان الفرح وانا بضحك بفرحة صحيت منها علي صوت واحدة ست وهي بتقولي انا مرات مصطفي خطيبك!!
وبعد دا كله بتقول عني انانية و غدارة وخاېنة!!
كررت ابريل كلماته بهدوء مشبع بالاحتقار كسيف مسنون مزق ما تبقى من احترامها له مڼهارة صورته في عينيها كقلاع رملية تحت أمواج الخداع أما هو يدرك أنه ظلمها لكن صراعه مع ضميره تلاشى أمام طغيان مارد غروره حالما اخترق صوتها أذنه بتحد يخدش كبرياءه الذي يعتز به
خطى مصطفى فى إتجاهها بخطوات حثيثة جالسا أمامها بشموخ بينما نظراته تتوغل في عمق عينيها بحدة تنافى هدوء ملامحه الخارجية مؤكدا لها بإصرار محتقن بالقهر ايوه وهفضل اقول انتي اعتبرتيني عدوك وفسختي خطوبتك مني من غير ماتديني فرصة وتسمعيني افتكرتيني قاصد اذيتك وخربشتي بضوافرك في كرامتي ورجولتي قدام الدنيا كلها نسيتي اني كنت احن عليكي من ابوكي نفسه نسيتيلي كل الحلو للي عملته معاكي حسستيني اني شخيخة بين صوابعك ورميتيها زي دبلتي
أخذ صوته يرتفع أكثر غير قادر على كبح غضبه العارم حړقتي كرامتي زي فستان فرحك جبتي حد تاني في مكاني في نفس الساعة للي قلعتي فيها دبلتي وكان مطلوب مني في الاخر انخ و اخرس عشان الفضايح
هو ظلمها بغدر لكنها تعترف أن رد فعلها كان أشبه بقنبلة موقوتة فى صميم رجولته فأخذت نفسا عميقا وقررت أن تضع عنادها جانبا عازمة على إنهاء هذا الفصل المظلم من حياتها فما الحكمة من مواصلة صراع لن يؤدي إلا لمزيد من الكوارث
عارفة اني اتسرعت في اللي عملته وكان في طرق كتير يتحل بيها الموضوع بس كنت مچروحة مش شايفة غير خداعك ليا انا معترفة بكل ده واسفة يا مصطفى إني مديتكش الفرصة للي تدافع فيها عن نفسك بس لو سمحت كفاية كده ونقفل الصفحة دي
أنهت ابريل جملتها بتهدج مغلف بشفرة حادة غمرت نبرتها بينما اتكأ بمرفقه على حافة المكتب وأخذت أصابعه تتلمس جانب جبهته وومض في ذهنه هاجس تزامن مع إستفساره المشوب بتملك صارخ افهم من كدا ان عندك استعداد تسيبيه و ترجعيلي!
مش فاهمة قصدك إيه!!
إرتسم على ملامحها خليطا من براءة متصنعة وتوجس خفي وسؤالها الهادئ حمل شرارة انفجار على أعتاب معركة وشيكة فيما اعتدل في جلسته مع انحناءة صغيرة نحوها موضحا لها بثبات قصدي واضح آن الاوان ترجع الامور لموازينها الطبيعية مابقاش له لزوم تكملي معاه افسخي جوازك منه وانا مستعد انسي واغفرلك
صمت مصطفى عدة ثوان عيناه تتفحصان وجهها بحثا عن أي إشارة تدل على استسلامها لعله يستعيد السيطرة التي تسربت من بين أصابعه كخيوط تلك الدمية الجالسة أمامه متابعا بنبرة أكثر هدوءا مع رغبة تتزايد في استعادتها بأي وسيلة انا لسه عاوزك يا ابريل وهعوضك بكل للي تطلبيه عشان تحسي بالامان من تاني معايا وا
طويت ابريل ذراعيها تحت صدرها ولوت فمها بابتسامة استفزازية لتقاطع حديثه بسؤال ساخر متعجب يعني انت لسه عندك استعداد تدفع فيا فلوس تاني عشان اكون معاك !
جف مصطفى حلقه عقب أن تلقى كلماتها كصڤعة غير متوقعة فتراجع قليلا وعينيه ارتجفتا للحظة قبل أن يستعيد توازنه ويرسم قناعا جليديا على وجهه يخبئ خلفه سيلا من المشاعر المضطربة بينما وضعت قدمها فوق الأخرى بثقة واضحة وثمة سخرية لئيمة تتسرب من بين شفتيها إيه مالك!! اڼصدمت كده ليه مش هو ده سر تمسكك بيا! مش بابا ومراته باعوني ليك عشان الديون اللي اتراكمت عليه والأوتيل اللي دخلوك شريك فيه
رفعت إبريل ذقنها عاليا بنظرة احتقار تتلألأ في عينيها تقابلها نظراته القاسېة المشبعة بالتوتر حاول السيطرة على أعصابه لكن السخرية في حديثها كانت مثل قبضة فولاذية إعتصرت طغيانه بتحدى
هزت كتفيها بلا مبالاة وأخذت أناملها تعبث بقلم فوق المكتب وهى تتابع بنبرة أشبه بالهمس ده طبيعى مستثمر كبير زيك مايحبش يدفع فلوس في بضاعة مايعرفش يستنفع من وراها حتي لو هيخسر فيها مستعد يدفع بزيادة بس الصفقة ماتروحش لإيد منافس تاني
جز مصطفى على أسنانه پغضب جلي يسري في عروقه ينذر بتفجر ثورة بداخله فى حين كانت تذكرت حديث أخيها الذي كشف لها جميع هذه التفاصيل ثم بضحكة تفيض ألما وازدراء اضافت مسلطة فيروزيتها نحوه مش انا كنت بالنسبالك صفقة مجرد سلعة في مزاد عمالين تبيعو وتشترو فيها!! وعارف ليه لحد دلوقتي محدش فيكو كان عايز يقولي ولا حاولتو تضغطو عليا بالكارت دا عشان انت متأكد زيهم ان مش هيفرق عندي ولا يصعب عليا للي باعني ليك وقبض تمني يفلس يداين او يتسجن
أنهت ابريل كلماتها بهدوء قاس ثم إنحنت قليلا بظهرها صوبه وواصلت بنبرة مفعمة بالجدية مش كنت سألتني انا جاية ليه انا جيت عشان انهي الخلاف بينا بإحترام و اعتذرتلك رغم كل اللي عملته معايا بس انت عاوز تستغل دا وفاكرني هتخدع تاني فيك للاسف دا مستحيل يحصل ومش محتاجة افكرك اني
دلوقتي ست متجوزة وبحب جوزي ومش هسيبه فوفر وقتك وابعد عننا وروح خد فلوسك من للي اديتهالهم دا مايخصنيش
صدى كلماتها كانت كالړصاص يخرق هدوء المكان وصمته يعلن انتصارها في تلك المواجهة استقامت
متابعة القراءة