مزرعة الدموع بقلم منى سلامة
المحتويات
نومها وفتحت عيناها لتفاجأ ب عمر النائم بجوارها ساندا رأسه بيده ابتسم قائلا
صباح الخير يا حبيبى
ابتسمت بخجل قائله
صباح النور
نظر فى عينيها قائلا
انتى على طول بتنامى هاديه كده لا بتتقلبي ولا بتتحركى من مكانك
حاولت الجلوس فتركها تجلس ثم قالت
ايوة انا مابتقلبش كتير
جلس بجوارها قائلا
أومأت برأسها فقال
أنا من بعد ما صلينا الفجر منمتش تانى فضلت صاحى جمبك اعملى حسابك معدتش هسمحلك تنامى بعيد عنى أبدا النهاردة هننقل هدومك وحاجتك هنا فى الأوضة بتاعتنا
ابتسمت له نهض الاثنان وذهبت الى غرفتها تقابل الاثنان على طاولة الطعام جاءه اتصال من كريمه قائله
اعمل حسابك اننا منتظرينكوا النهاردة علاء جه من السفر وعمتك زعلانه منك جدا عشان مستقبلتوش
هى عمتو مش عارفه ان أنا عريس ولا ايه
قالت كريمه بهدوء
ما هنا بيتكوا برده يا عمر وانتوا ليكوا فى الفيلا جناح خاص بيكوا يعني أكنكوا عايشين لوحدكوا برده ومتنساش انك اتجوزت من غير ما هى تكون موجودة معلش يا حبيبى تعالى بس طيب خاطرها بكلمتين ولو عايزين تسافروا تانى سافروا بس بعد الحفلة اللى هنعملهالكوا ان شاء الله
بعد 10 أيام بالظبط ان شاء الله
ماشى خلاص هتكلم مع ياسمين وان شاء الله هكلمك أأكد عليكي يا ماما
أنهى عمر مكالمته والټفت الى ياسمين قائلا
ماما عيزانا ننزل القاهرة عشان عمتو وكمان ابن عمتو جه من السفر ده غير الحفلة اللى قولتلك انها عايزه تعملهالنا ايه رأيك
قالت ياسمين
مفيش مشكلة نسافر النهاردة لو تحب
حابب كمان أوريكى المكان اللى هنعيش فيه وبعدين ممكن بعد الحفلة نسافر أى مكان انتى تختاريه قولتى ايه
ابتسمت قائله
تمام اتفقنا
أنهيا طعامهما وأخذها عمر الى المنصورة لشراء ملابس جديدة وبعض الأغراض لها رغم اعتراضها لكنه أصر توقف بسيارته أمام احد المولات قائلا
مش عايزك تعملى فرق بينى وبينك دلوقتى انتى مراتى وملزمة منى بلاش الحساسية الزايدة دى يا ياسمين لو سمحتى
مش حساسية ولا حاجه بس أنا عندى لبس كتير
وايه المشكلة وبعدين انتى عروسة ولازم تلبسي جديد
قالت بحرج وضيق
المفروض انا اللى أشترى لنفسي وبعدين أنا عندى هدوم كتير بتاعة جهازى سيباها فى القاهرة لما نروح هناك
ققاطعها عمر پغضب مكبوت
الهدوم دى تولعى فيها ترميها تتبرعى بيها لكن مش عايزك تلبسيها أبدا
خلاص مفيش مشكلة هتبرع بيهم
قال وقد هدأ قليلا
طيب يلا عشان نخلص بسرعة ونرجع نجهز الشنط عشان منسافرش متأخر
ركبت ياسمين فى السيارة وانتظرت عمر الذى يحضر الشنط من البيت التفتت فوجدته وقد أحضر شيئا يبدو كفستان طويل مغلف ركب بجوارها فقالت له
ايه اللى انتى حطيته فى الشنطة دة
ابتسم وقال
فستان فرحك
قالت
بدهشة
بس يا عمر الفستان مكشوف خالص مستحيل ألبسه أدام حد ولا حتى هعرف ألبسه أدام ستات
نظر فى عينيها واقترب منها قائلا
مش هتلبسيه أدام حد هتلبسيه ليا أنا
ابتسم كل منهما للآخر وانطلق فى طريقه الى القاهرة ذكرته ياسمين قائله
متنساش تقول دعاء السفر
صمت عمر قليلا ثم نظر اليها قائلا
انتى حفظاه
أيوة
طيب قوليه وأنا هقوله وراكى
وصلا الى القاهرة بعد ثلاث ساعات عبر عمر بسيارته بوابة الفيلا شعرت ياسمين بالإنبهار نعم كانت تعلم مدى ثراء زوجها وأهله لكن الأمر فاق تصورها شعرت بالإضطراب والرهبة ألقت نظرة على زوجها الذى يقود بهدوء لا يدرى شيئا عما يدور بداخلها نزلت من السيارة لتلقى نظرة على الفيلا من الخارج وعلى الحديقة المحيطة بها قطبت جبينها وهى تشعر بمشاعر كثيرة مختلطه أمسك عمر بيدها وتفرس فيها قائلا
فى حاجة ضايقتك
قالت بسرعة
لا أبدا
امال مكشرة ليه
حاولت الابتسام
لأ مش مكشرة ولا حاجه يمكن بس تعبت شوية من السفر
قال بحنان
متقلقيش هنسلم عليهم ونطلع أوضتنا ترتاحى شويه
دخلا الفيلا فإزداد انبهارها واضطرابها كانت رائعة التصميم شعرت بضآلتها وسط كل هذا الترف وهذا الشعور ضايقها للغاية حاولت ازالة تعبير الضيق من وجهها استقبلتهما كريمه بالترحاب قائله
حمدالله على السلامة نورتوا
القاهرة
عانقتها ياسمين كم تحب هذه المرأة الطيبة كانت تشعر معها بالراحة وكأنها تعرفها منذ زمن قالت ياسمين
الله يسلمك يا ماما أخبار حضرتك ايه
بخير يا حبيبتى الحمد لله يلا يا عمر خد مراتك تغيروا هدومكوا وترتاحوا شوية على ما باباك وعملتك ييجوا ونجهز السفرة
صعدت ياسمين مع عمر وهى تنظر الى كل ما حولها برهبة أمسك عمر بيدها فإطمئنت قليلا الټفت اليها قائلا بحنان
الجناح بتاعنا ده محدش هيدخله غيرنا يعني تقدرى تعتبريه مملكتك الصغيرة مملكتى أنا وانتى وبس
أدخلها عمر وتركها تتفحص ما حولها بعينيها ثم سألها قائلا
ها عجبك
أومأت برأسها قائله
طبعا عجبنى
خطرت فى بالها سؤال فقالت
انت جهزت كل دة امتى
صمت قليلا وبدا مترددا ثم قال
أنا كنت مجهز كل حاجه من زمان يعنى
صمت ففهمت جهزه من أجل خطيبته الأولى شعرت ببعض الضيق لاحظ عمر ذلك فقال بسرعة
لو تحبي نغير كل الأثاث وكل الديكور معنديش مشكلة أحنا جوازنا جه بسرعة وملحقتش آجى هنا وأغيرلك كل حاجه
قالت له بصوت خاڤت
انت اللى اخترت الديكور والعفش ولا اخترتوه سوا
قال بسرعة
لأ أنا اللى اخترته حتى هى مشافتوش
شعرت بالارتياح فإبتسمت له قائله
خلاص طالما ذوقك مفيش مشكلة
متأكدة
أيوة متأكدة
أخذت ياسمين دشا وارتدت ملابسها واستعدت مع عمر للنزول للأسفل نزلا ليجدا مدام ثريا قد وصلت بصحبة ابنها علاء و ابنتها ايناس كان الترحيب بها باردا جافا وهى أيضا لم تظهر الحماس فى السلام عليهم لكنها فوجئت بإيناس تندفع اتجاه عمر قائلا
عمر حبيبى وحشتنى أوى
أشاحت ياسمين بوجهها وهى ترى تلك المرأة مقبلة الى زوجها لكنها دهشت عندما سمعت عمر يقول
ميصحش كده يا ايناس
التفتت ياسمين لتجده ممسكا بذراعيها يبعدها عنه
وقفت ايناس قائله بغيظ
ما طول عمرنا بنسلم على بعض كده
قال بحزم
معدش ينفع
ألقت ايناس نظرة حقد على ياسمين فتجاهلتها ياسمين تماما
جلس الجميع الى طاولة الطعام
ضايقها جلوس علاء فى مواجهتها وذلك بسبب تفرسه فيها وشعرت بالحرج من أن تطلب من عمر تغيير مكان جلوسها فالجميع يراقب حركاتها وسكناتها لم تستطع تناول شئ أمام نظرات هذا الرجل المتفصحه لم تشترك معهم فى الحديث لكنها كانت تجيب اذا ما وجه اليها نور أو كريمه سؤالا قال علاء فجأة
انت مكلتيش حاجه من ساعة ما أعدتى عماله بس تلعبى بالمعلقة فى طبقك
شعرت بالضيق من كلماته التى تشى بمراقبته لها كما كانت تشعر شعر عمر كذلك بالضيق أكمل
علاء موجها كلامه اليها
على فكرة احنا زمايل مهنة واحدة أنا كمان دكتور بيطرى بس مليش فى شغل الفيلد زيك
لم تتكلم ولم تنظر اليه قالت ايناس بخبث وحقد وهى ترمقها بنظرات غير مريحه
شتان ما بينك وبين نانسى يا ياسمين انتى مشوفتيش نانسي قبل كده صح كانت مزه وزى القمر
نظر اليها عمر بصرامة شعرت ياسمين بالتوتر والضيق قال عمر بحزم
ايه لزمة الكلام ده يا ايناس
قالت ببرود
عادى يا عمر
قال پغضب
لأ مش عادى السيرة دى مش عايزها تتفتح تانى
شعرت ياسمين بمزيج من الڠضب والحرج وما زاد الطين بله أن علاء نظر اليها بجرأة وقال
هو عمر اختياره المره دى مختلف بس بصراحه دخلتى مزاجى
هنا هب عمر واقفا وأزاح الكرسي پعنف كان علاء لا يترك فرصة إلا ويستفز فيها عمر بسبب شعوره تجاهه بالغيره منذ الصغر وكان قد
فعل بالمثل مع نانسي التى أعجبها اطراءه أما ياسمين فرد فعلها كان مختلفا ظهر على وجهها علامات الڠضب والضيق الټفت عمر الى علاء قائلا
لما تبقى تعرف تتكلم بإحترام مع مراتى هبقى أعد معاك على سفرة واحدة
وأمسك ياسمين من يدها وجذبها وصعدا الى غرفتهما قال علاء بغرور
ماله ده حد جه جمبه
قال نور پغضب
انت مش شايف ان اللى انت عملته ده ميصحش يا علاء يعني ايه تقولها دخلتى مزاجى وانت عارف ابن خالك غيور أد ايه
قالت علاء بحنق
هو اللى معقد زيادة عن اللزوم أنا قولت كلمة عادية ومكنش قصدى بيها حاجه
نهضت كريمة وذهب المطبخ لتطلب من الخدم ارسال الطعام الى عمر و ياسمين بالأعلى نظرت ياسمين الى عمر الغاضب اقتربت منه وحاولت امتصاص غضبه قائله
متضايقش نفسك يا عمر
نظر اليها وجذبها من يدها وأجلسها بجواره على الأريكة وقبل جبينها قائلا
انا اللى آسف انى عرضتك لكلامه ده وانتى أعدتك أدامه على السفرة معلش غلطة ومش هتتكرر
اقتربت أكثر من زوجها وابتسمت وقالت
عارف أنا بحب غيرتك دى أوى
الټفت اليها وقد اختفت علامات الڠضب من وجهه لتحل محلها نظرات حب وشغف فى عينيه وقال
يعني غيرتى دى مش بتضايقك ولا بتخنقك
قالت مؤكدة
بالعكس أنا أحب ان جوزى يبقى غيور عليا كدة
أوشك على تقبيلها عندما سمع طرقات على الباب وجد الخادمة وقد أحضرت الطاعم الټفت الى ياسمين قائلا
حماتك مهنش عليها ننام جعنيين
قالت بمرح
ماما كريمه دى مفيش زيها
سألها بإهتمام
يعني حبيتيها
قالت بحماس
جدا بجد حبيتها أوى بحس انها طيبة أوى وحنينه بحس فيها كتير من ماما الله يرحمها
الله يرحمها يعني مش مضايقه اننا هنعيش معاها هنا
قالت ياسمين بثقه
لأ طبعا انت بتعمل كده عشان تبر أهلك
ودى حاجه تفرحنى جدا وكمان أنا وماما كريمه متفاهمين مع بعض جدا وان شاء الله مش هتحصل بينا أى مشاكل وأكيد ست زيها أنا هتعلم منها كتير
نظر اليها بتقدير واعجاب وقبل جبينها تناولا طعامهما ودخلت الحمام لتجهز نفسها للنوم احتارت فيما ترتدى وفى النهاية اختارت بيجاما وردية اللون خرجت لتتبعها نظرات عمر النائم على فراشه حاولت تجنب نظراته واقتربت من الفراش ووقفت أمامه متوترة فضحك عمر قائلا بخبث
هناك كنتى بتنامى جمبى بمزاجك أما هنا فهتنامى جمبي اجبارى
أزاحت ياسمين الغطاء ونامت على الطرف كالعادة و أعطته ظهرها اقترب منها وقبل وجنتها وهمس فى أذنها
ده آخر يوم هسيبك فيه سمعانى اعملى حسابك على كده
نظرت اليه وأمأت رأسها فى خجل فقبلها مرة أخرى على جبينها قائلا
تصبحى على خير يا حبيبتى
وانت من أهل الخير
ظنت بأنه سينام على الطرف الآخر لكنها كانت مخطئة نام بجوارها لاففا ذراعيه حولها على رغم من خجلها لهذا الوضع إلا أنها كانت سعيدة للغاية فهاهى نائمة فى حضڼ حبيبها زوجها كانت تستمع الى أنفاسه المنتظمة والابتسامه على ثغرها لم تنم من فورها بل بقت مستيقظة لفترة مستمتعه بقربها منه وبحضنة الدافئ حتى غلبها النعاس
استيقظت على آذان الفجر والتفتت الى عمر توقظه بهدوء
عمر اصحى الفجر
أذن
قال وهو يغالب النعاس
سبيني النهاردة يا ياسمين مش هقدر أقوم
التفتت اليه وأزاحت الغطاء وقالت بعند
لأ مش هسيبك قوم يلا بلاش كسل
فتح عينيه بصعوبة قائلا
هصليه لما أصحى
قالت بحزم
لما تصحى هيبقى اسمه صبح مش فجر
قام متكاسلا ثم نظر اليها وقال
ده انتى لحوحه
قامت وقالت مبتسمه
يلا الصلاة
توضأ الاثنان وصليا معا أنهى عمر صلاته وعاد الى فراشه أما ياسمين فأحضرت مصحفها وجلست على سجادة الصلاة تقرأ وردها نداها عمر
ياسمين
قطعت القراءة قائله
أيوة يا عمر
بتعملى ايه
بقرا فى المصحف
طيب تعالى اقرى
متابعة القراءة