مزرعة الدموع بقلم منى سلامة
المحتويات
المزرعة مفيش مشكلة انت عارف ان المزرعة كبيرة جدا وبنحتاج فيها تخصصات كتير اوى يعني اكيد هنلاقى حاجه مناسبة ليها .. وكمان والدها لو عايز يشتغل مفيش مشكله نشوفله حاجه مناسبه ..
صال أيمن بشك
أنا مش فاهم .. انت ليه مهتم بالموضوع أوى كده .. يعني مستغرب بصراحة من كلامك .. هتجيبها هى وأهلها يشتغلوا فى المزرعة !
بس كده
تنهد عمر قائلا
لأ مش بس كده .. بصراحة صعبانه عليا وحابب أساعدها ..و طالما فى امكانى انى أساعدها فعلا ليه لأ
ابتسم أيمن قائلا
سيبك بس من الكلام ده .. وخلى مراتك تعرض عليها الموضوع وابقى عرفنى ردها
خلاص تمام هخليها تكلمها وارد عليك
خلاص اتفقنا وأنا منتظر ردها
أغلق عمر الهاتف وأخذ يفكر فى ياسمين وما يحدث لها
لم تستطع سماح الانتظار الى الصباح وقامت من فورها لتتحدث الى صديقتها .. قالت ياسمين بشك
وهو صاحب جوزك ايه مصلحته فى كده
طيب يعني هو ليه يعمل كده .. هو ميعرفناش عشان يساعدنا كده
أقول طور تقول احلبوه .. بقولك صاحب أيمن جدا وأيمن قاله انك صحبتى جدا
يعني بيعمل كده عشان يجامل صاحبه
لأ هو قاله انه فعلا عايز يساعدك .. هتعدى هناك انتى وأهلك فى المزرعة لحد ما تخلصى من الزفت مصطفى ده خالص ويتحكملك بالطلاق
ساكته ليه انطقى
بصراحة مش عارفه يا سماح خاېفة يكون اتحرج من صاحبه فاضطر يعمل كده عشان ميزعلوش
يا بنتى ده رجل أعمال يعني ميعرفش المجاملات يعرف الشغل وبس .. وهو أصلا مش خسران حاجه ..بالعكس كسبان ناس تشتغل فى المزرعة .. يلا بأه متعقديهاش
القرار مش ليا لوحدى يا سماح ده قرار ريهام وبابا كمان .. وبعدين انتى ناسية كلية ريهام
مش عارفه .. هعرض الموضوع عليهم وأشوف هيقولوا ايه
خلاص وأنا هستنى ردك
أغلقت ياسمين مع صديقتها وظلت تفكر .. فى كرم ذلك الرجل .. لماذا يفتح لها مزرعته هى وأهلها .. أمجامله لصديقه أم بالفعل شعر بالأسى لحالها وأراد مساعدتها .. استخارت ربها أولا .. ثم عرضت الامر على والدها و ريهام .. كان رد فعل ريهام هو الموافقة على الفور فهى تعلم المشاكل والخطړ المحيط بأختها .. أما عبد الحميد فقد تردد قليلا .. ثم ما لبث ان وافق من أجل حماية ابنته حتى موعد النطق بالحكم ... تحدد ميعاد السفر بعد اسبوع .. رحل ثلاثتهم بعد الفجر لئلا يراهم أحد .. وركبوا منطلقين الى تلك المزرعة
انطقت السيارة بالمسافرين فى طريقهم الى المنصورة .. جلست ياسمين بجوار الشباك فى المقعد الخلفى وبجوارها ريهام ثم والدهما .. كانت ياسمين طول الطريق تنظر الى الشباك وتشرد بخيالها .. أسندت رأسها بقبضة يدها وأخذت تسترجع ذكرياتها ..أول يوم لها فى الجامعة والفرحه التى كانت تشعر بها .. يوم تخرجها وفخر والدها ووالدتها بها ... والدتها لكم اشتاقت اليها تجمعت فى عينيها عبره حائره .. لماذا تسقط .. أتسقط لأنها فقدت حضڼ والدتها الحاني أم تسقط على حالها وما يحدث لها .. تذكرت يوم جاء مصطفى الى بيتهم لطلب يدها .. آه لو كانت تعلم لكانت طردته يومها شړ طرده .. لكنها لم تكن تعلم الغيب .. ومازالت لا تعلم الغيب .. فلعل طريق الأشواك الذى تسير فيه ينتهى نهايه جميله .. لعل الله يخبئ لها خيرا لا تعلمه .. ظلت تفكر فى الضربات التى تعرضت لها .. كانت ياسمين تملك قدرا كبيرا من العزيمة والإصرار .. ليست ممن يستسلمون لآلامهم وأحزانهم وينكبون عليها .. صممت ألا تدع شيئا أو أحدا يحطمها .. الضړبة التى تأخذها ستقويها ولن تكسرها .. ستظل عزيزة النفس أبيه .. لن تسمح لأحد بإھانتها أو اذلالها
.. وقريبا ستتخلص من مصطفى وتصبح حرة نفسها .. لن تسمح لأحد أن يجبرها مرة أخرى على شئ ترفضة خاصة لو الأمر متعلق بحياتها هى .. ستتعلم من كل ما مر بها .. ولن تقع فى الخطأ مرتين .. عزمت على بدء حياة جديدة لا وجود فيها لليأس .. هى تثق بالله عز وجل .. وتثق بأنه لن يضيعها مادامت قريبه منه .. حانت من ريهام التفاته الى أختها .. شعرت بغصه عندما رأت الدمعه التى تلمع فى عينيها .. أرادت أن تخفف عنها فمالت عليها قائله بصوت منخفض
هو احنا ليه حظنا فقر مع الرجالة
ابتسمت ياسمين رغما عنها والتفتت تنظر الى ريهام التى أكملت قائله
معتز و مصطفى وآخرهم ابن أمه وائل .. رجاله عرر
لم تتمالك ياسمين نفسها ووجدت نفسها تضحك بشدة .. حاولت كتم ضحكاتها حتى لا يسمعها أحد الركاب .. نظرت لها ريهام قائله
أنا قلبي حاسس ان القاهرة دى كانت نحس و ان شاء الله بدون مقاطعة المنصورة دى هيكون وشها حلو علينا ..
ابتسمت لها ياسمين قائله
هو انتى ناوية على ايه بالظبط
يختى مش ناوية على حاجة غير الدعاء .. ايه مدعيش .. ربنا كبير وان شاء الله نطلع من البلد دى بفردتين لوز واحد ليا ووالد ليكي
فردتين ! .. لا شكرا كفاية فرده واحده ليكي
لا .. وان شاء الله فردتين متقاطعيش انتى بس .. ده أنا متفائله من ساعة مطلعنا على الطريق وأنا حسه ان النحس ابتدى يتفك .. بكرة تشوفى
ابتسمت لها ياسمين وعادت لتنظر من الشباك تراقب الأشجار على الطريق
فى المزرعة كان عمر فى مكتبة يدقق فى الملفات أمامه عندما طرق أيمن الباب ودخل .. ابتسم له قائلا
صباح الخير يا عمر
بادله عمر الابتسامه قائلا
صباح الخير يا أيمن
ثم استطردت قائلا
الجماعه اتحركوا
مش عارف بصراحه بس أكيد أيوة
قال بجديه
مش تكلمهم يا ابنى عشان تعرف ركبوا ولا لسه وعشان تتابعهم وهما على الطريق دى أول مرة ييجوا هنا
طيب حاضر ..هجيب رقم ياسمين من سماح
اتصل أيمن ب سماح وطلب منها رقم ياسمين ليتابعهم على الطريق .. أخبرته أنهم ركبوا بالفعل وأعطته الرقم فدونه أيمن ثم انهى المكالمة معها واتصل ب ياسمين
نظرت ياسمين الى
هاتفها وهى تشعر بالتردد فسألتها ريهام
مين اللى بيتصل
مش عارفه رقم غريب
طيب ردى
قالت ياسمين پخوف
لأ خاېفه يكون مصطفى
صمتت قليلا ثم أكملت قائله
ممكن يحس من الصوت انى فى المواصلات ويشك اننا مش فى البيت .. بلاش أرد أحسن
طيب ممكن يكون حد من المزرعة .. افتحى ولو سمعتى صوت مصطفى اقفلى على طول
خلاص فصل
عاود الهاتف الرنين مرة أخرى .. فحثتها ريهام قائله
ردى
فتحت ياسمين الخط وانتظرت أن يتحدث المتصل .. فأتاها صوت لا تعرفه
ألو السلام عليكم
ردت بحذر
وعليكم السلام .. مين حضرتك
أنا أيمن زوج سماح .. كنت عايز أعرف انتوا فين بالظبط وأدامكوا أد ايه
طيب لحظة واحدة لو سمحت
نظرت الى والدها وقالت له
بابا زوج سماح .. كلمه انت عايز يعرف أدامنا أد ايه
تكلم مع والدها وعرف أن أمامهم ما يقرب من ساعة .. أنهى المكالمة وقال ل عمر
أدامهم ساعة تقريبا ويوصلوا
طيب تمام
صمت عمر قليلا ثم قال
هى مكنتش راضية تكلمك
أعتقد كانت خاېفه ترد حسيت بصوتها فى البدايه بتتكلم بحذر أوى .. شكل جوزها ده مربيلها الړعب
لأ مش قصدى .. قصدى لما قولتلها ان انت زوج سماح
قالتلى لحظة واحدة وبعدين لقيت باباها بيكلمنى
أومأ عمر برأسه ولم يعقب
طيب هقوم أشوف شغلى ..أشوفك بعدين .. أما يوصلوا هعرفك
رد عمر قائلا
تمام
خرج أيمن وترك عمر يفكر فى تصرفات تلك الفتاة الغريبة
اقتربت السيارة من المزرعة فأعطت سماح الهاتف لوالدها ليتصل ب أيمن .. وصلوا أخيرا الى المزرعة بعد عناء ثلاث ساعات على الطريق .. كانت الشمس فى كبد السماء .. استقبلهم أيمن على بوابة المزرعة ورحب بهم .. أدخلهم الى الداخل ..
وقعت ياسمين فى حب المزرعة من أول وهله .. كانت بطبيعتها تحب الهدوء والخضرة والطبيعة الساحرة .. وكانت المزرعة فعلا ساحرة .. خطفت لبها من
أول نظرة .. بمجرد أن عبرت البوابة شعرت بمزيج من الهدوء والسلام والطمأنينة .. تغريد العصافير على الشجر كان يبعث فى نفسها التفائل والأمل .. وجدت نفسها تبتسم وهى تتأمل الطبيعة الساحرة حولها ... كان يبدو أن مالك المزرعة ذو ذوق خاص .. لم يبخل على مزرعته بشئ .. فكانت من أجمل ما يكون ..كان أيمن يسير مع والد ياسمين فى المقدمة وياسمين وريهام خلفهما .. الټفت أيمن الى الفتاتان قائلا
عجبتكوا المزرعة
قالت ياسمين بحماسه
جدا ..شكل صاحبها مهتم بيها أوى
فعلا عمر على طول مهتم بيها
إذن فإسم صاحب المزرعة عمر .. تساءلت فى نفسها .. ترى هل هو شخص طيب ومحترم مثل أيمن .. أم أنها ستجد مشاكل فى العمل معه .. كانت ريهام تسير بجوار أختها تتأمل المزرعة بدورها عندما حانت التفاته منها لترى رجلين يتحدثان معا
أمام احدى الشجيرات .. دققت النظر وفجأه فتحت فهمها دهشة عندما تعرفت على أحد هذين الرجلين .. أدخلهم أيمن الى مكتب عمر والذى كان فارغا .. ثم طلب لهم مشروب واستأذنهم فى الذهاب للبحث عن عمر
بعدما رحل أيمن .. انحنت ريهام على أذن ياسمين هامسه
ياسمين عارفه شوفت مين بره .. الراجل الجامد اللى كان عندك فى المستشفى
قالت ياسمين بإستغراب
راجل مين
ايه يا ياسمين دماغك ساحت من الشمس ولا ايه .. الراجل اللى خبطك بالعربية
ماله
لسه شايفاه واقف بره
قالت ياسمين لأختها بعدم تصديق
وده ايه اللى هيجيبه هنا يا ريهام .. شكل دماغك انتى اللى ساحت من الشمس
أصرت ريهام قائله
والله هو أنا واثقه مش هتوه عنه .. أبو برفيوم يجيب لآخر الشارع ده
ضحكت ياسمين ضحكه خافته .. والتفتت الى حقيبتها تفتحها لتخرج منها الهاتف ..سألتها ريهام
هتكلمى سماح
أيوة هطمنها اننا وصلنا
فى هذه الأثناء ذهب أيمن للبحث عن عمر فوجده قادما نحوه ..فقال أيمن
الجماعة وصلوا وفى مكتبك
طيب كويس
سارا الاثنان معا فى اتجاه المبنى الذى يحوى مكتبه ومكاتب الموظفين العاملين فى المزرعة .. خطړ ل عمر سوال .. ترى ماذا سيكون رد فعلها عندما تراه ..
فهى حتى الآن لا تعلم أنه هو نفسه من صدمها بسيارته منذ فترة .. بالتأكيد ستصدم لرؤيته .. ابتسم لنفسه وهو يتوقع الصدمة التى ستشعر بها .. طرق
متابعة القراءة