رواية الشيطان شاهين الجزئين
المحتويات
الأوراق التي كانت تضعها على ساقيها قائلا سيبي كل حاجة من إيديكي دلوقتي و خلينا نفطر... نور بأعتراض لازم أخلص الشغل الأول بعدين... قاطعها محمد و هو يخطف آخر ورقة من يدها عنوة قائلا نفطر الأول و بعدين نكمل شغل.. يلا...و إلا إنت عاوزاني أفطر لوحدي... إستسلمت نور لإلحاحه ملبية رغبته في مشاركته
الطعام ليمد لها كأسا كبيرة بها عصير أخضر لم تعرفه.... عقدت حاحبيها قائلة إيه داه محمد بحماس داه عصير ميكس خضار ذوقيه حيعجبك جدا.... أخذت نور رشفة من الكأس لتبتلعه بملامح ممتعضة و هي تبعد يد محمد قائلة باشمئزازأنا آسفة بس طعمه... مقرف بصراحة.... إنت إزاي بتشربه... محمد و هو يرتشف منه باستمتاع قائلا إنت الخسرانة...داه صحي أكثر من أي نوع عصير ثاني.... نور بمجاراة بالهنا و الشفاء...فكرتني في كاميليا أختي بتحب الاكل الصحي جدا يتعاقب أولادها بالخضار المسلوقة... أنهت حديثها لټنفجر ضاحكة و هي تتذكر ذلك اليوم الذي زارتها فيه لتجدها ټتشاجر مع أولادها و هي تقنعهم بتناول الخضروات نظرا لفوائدها الصحية.... محمد مممم فكرة حلوة اوي.... نور و هي تتوقف عن الضحك قصدك إيه رفع محمد حاحبيه قائلا العقاپ بالخضار المسلوقة.. خاصة للناس اللي پتكره الأكل الصحي... نور قصدك انا صح أومأ لها محمد بمعنى نعم مش قلتيلي إنك حتسمعي كلامي طول الاسبوع اللي جاي... و حتعملي كل اللي انا اطلبه منك.... نور بلهجة متوسلة و هي تبتعد عنه قليلا عشان خاطري بلاش دي....بكره الخضار بكل أنواعها.... محمد غامزا تؤ مش داه قصدي طبعا.... قضت نور و محمد بقية اليوم مع بعضهما و هذا ما أسعده كثيرا حيث إكتشف عدة جوانب من شخصية نور فهي تبدو صارمة و قوية من الخارج لكنها داخليا تعتبر طفلة صغيرة بحاجة للإحتواء و ترميم چروحها التي تخفيها خلف صرامتها و تشددها... شعر بأنه لم يخطئ عندما قرر إعطائها فرصة أخرى لتغير من طباعها معه....بينما لم تكن نور اقل منه سعادة رغم أنها لازالت تحتاج وقتا طويلا و جهدا كبيرا لتستطيع إذابة سد الجليد الذي بنته سابقا بينهما....لتصبح علاقتهما طبيعية.. ليلا في فيلا عمر..... تقف هبة في مدخل الفيلا تنتظر وصول عمر على أحر من الجمر...تفحصت هاتفها للمرة الالف منتظرة إتصاله بها لكن دون جدوى... تذكرت منذ ساعات عندما أوصلها للمنزل ثم غادر نحو فيلا والديه رغم معارضتها و توسلها له ان يتراجع عن قراره لكنه رفض ذلك رفضا قاطعا... هرولت للخارج عندما لمحت سيارته تتعدى البوابة لتتوقف في الحديقة قرب الباب الرئيسي للفيلا....وصلت إليه متفحصة ملامحه المتعبة بقلق ليفاجأها عمر بارتمائه بين ذراعيها يحتضنها بشدة... إنهمرت دموعه بصمت و إهتز جسده رغما عنه لتعلم هبة أنه يبكي...فضلت الصمت مكتفية بتمسيد ظهره بلمساتها المهدئة التي تمنكنها في كل مرة من
و هي تنظر إلى الجهة الأخرى.... عاوز تسيبني و تروح إتفضل.... ما إنت عملتها زمان سبتني و رجعت لقيتني مستنياك .... بس المرة دي اوعدك إنك مستحيل حتلاقيني.... حطلق منك و حتزوج و حجيب أطفال و خليك إنت قاعد هنا لوحدك بسلبيتك و ضعفك وووو هبببببببة.. إخرسيييي... عمر بصړاخ مماثل مقاطع حديثها.... لا مش حسكت عاوزة أقلك كل حاجة في قلبي و حتسمعني يا عمر.... عشان دي حتكون آخر مرة نتكلم فيها...زي ما إنت مش عاوزني انا كمان مش عاوزاك...مش حتمسك بيك بعد كده و مش حاخذك في حضڼي و اطبطب عليك زي ما بعمل في كل مرة.... مش حضحي عشانك ياعمر عشان إنت متستهلش كل اللي بعمله عشانك... تراجعت عدة خطوات للخلف قائلة بلهجة رسمية إديني ساعة واحدة عشان ألم هدومي... متقلقش مش عاوزة منك حاجة و حتنازلك على كل حقوقي... حاخذ بس الهدوم اللي أنا إشتريتها بمرتبي... ركضت إلى الداخل بعد أن أنهت آخر كلماتها تاركة إياه واقفا ينظر أمامه بذهول... لم يكن يتوقع انها ستنفجر أمامه هكذا في يوم من الايام و تخرج كل ما في قلبها... الان فقط إكتشف أنه... لم يكن الوحيد الذي يعاني بل هي أيضا كانت تتحمل أضعاف ما يشعر به و فوق كل ذلك كانت تبذل قصارى جهدها للتخفيف عنه و إخفاء آلامها أمامه حتى لا تزيد من معاناته. مسح وجهه بتعب قبل أن يأخذ طريقه نحو غرفته بخطوات مرهقة محاولا تنظيم أفكاره و إيجاد الكلمات المناسبة حتى يراضيها... في فيلا البحيري..... إنتهت العائلة من تناول العشاء لينتقلوا للصالون لقضاء بقية السهرة....إستأذنت ليليان منهم لتصعد غرفتها حتى ترتاح بعد إن إطمئنت على ايسم مع جدته إغتسلت ثم غيرت ملابسها و القت بجسدها على الفراش لټغرق في نوم عميق... بعد ساعات قليلة إستيقظت ليليان كعادتها بسبب شعورها بالعطش...وجدت الغرفة مظلمة و باردة و كأن لا حياة فيها.... لفت الغطاء حول جسدها جيدا قبل أن تقف من السرير متجهة نحو الشرفة لتغلقها حتى تمنع دخول نسمات الهواء الباردة.. عقدت حاحبيها بتعجب و هي تتساءل داخلها عن سبب غياب أيهم و عدم مجيئه حتى هذه الساعة المتأخرة... انارت الغرفة ثم بدأت بالبحث عنه في الحمام و غرفة الملابس دون جدوى... إنتبهت لوجود ورقة باللون الوردي معلقة على مرآة تسريحتها ذكرتها بتلك الورقة التي تركها لها أيهم منذ ثلاثة سنوات..... امسكتها
و عند هذه النقطة تحفزت كامل خلاياه و إزدادت نبضات قلبه ليسارع دون تفكير نحو الغرفة داعيا الله بصوت عال ان تكون حبيبته بخير..... دفع الباب الذي كان نصفه مفتوح بقوة غير مبال و هو يبحث عنها كالمچنون حتى وجدها واقعة على أرضية الغرفة ليسرع نحوها و قلبه و
متابعة القراءة