روايه المطارد بقلم امل نصر

موقع أيام نيوز

السچن دا تاني أبدا .
تبسم صالح بزاوية فمه ساخرا فجاء الرد من يونس في الجهة الأخرى 
ادعي ياعم الحج وقول امين ماحدش عارف يمكن يحصل .
رد صالح على كلمات يونس 
رغم احساسي انك بتستهزأ بس انا هاقول امين عشان فعلا ماحدش عارف ويمكن يحصل .
تدخلت نجية والتي كانت اتية بصنية كبيرة ممتلئة بالطعام 
مافيش حاجة بعيدة عن ربنا اقرب ياصالح عشان تاكل
معانا وانت يايونس سيب العزيق وتعالى افطر .
رد صالح بإحراج 
نفطر فين ياجماعة لهو انتوا مصحيني عشان كدة
ايوة ياسيدي مصاحينك عشان تفطر معانا هنا في الهوا ااقرب ياللا بسم الله .
ياجماعة ماينفغش هافطر كيف بس 
هدر عليه يونس الذي ترك فأسه ليغسل يداه تحت صنبور المياه الكبير.
ماتقوم ياعم انت محتاج عزومة ولا يكونش كمان مش عاجبك الوكل في الخلا وعلى
الارض تحت الشجرة .
تبسم صالح له وهو يحاول الوقوف مستندا على فرع الشجرة 
مش عاجبني ازاي بس وانا نفسي فيها القعدة دي وبحلم بيها من زمان بس على الأقل اكل وانا نضيف او مغسولة يدي حتى ثواني هادخل اغسل وشي وراجع تاني .
اوقفه سالم يجذبه من كفه 
رايح فين ياصالح ماهي الحنفية اهي ادخل تحتيها واغسل وشك زي يونس ولا هاتتكبر 
انشقت
ابتسامة مرحة على وجه صالح وهو يردف 
والله مامتكبر بس انا هاعملها ازاي دي وانزل بدماغي
زي يونس مخي المتعور دا يتحمل ازاي بس 
احلهالك انا ياسيدي .
اردف لها يونس وهو يقترب بخرطوم المياه السائلة من الصنبور 
اغسل من المية دي ساهلة اهي 
ضحك صالح من
قلبه وهو يتناول خرطوم خطيبي .
ولما هو هدية من خطيبك بتخبي ليه انك مخطوبة اساسا 
سألتها بتشكك وهي تبتعد بالسلسال عنها وتلاعبها ردت ندى بارتباك 
ماهو هايبقى خطيبي والله واتقدملي كمان بس ابويا هو اللي رفض .
شهقت الفتاة مرددة بعدم تصديق 
ابوكي رفضه ومع ذلك هو بيجبلك هدايا بالدهب كمان دا مين دا يابت 
نظرت لها بتخوف وتردد في ذكر الأسم فعلية هذه لطالما اشتهرت بعلاقاتها مع الشباب .
ماهو انت لازم تقوليلي الأسم ياندى عشان ياحبيبتي انا مش هاسكت النهادة غير لما اعرف .
قالت الفتاة بمحايلة وتابعت وهي تغمز بعيناها 
قولي يا حبيبتي عشان ادلك ليكون حد بيضحك عليك قولي يابت .
تعرقت ندى وزاد توترها حتى زاغت عيناها لخارج النافذة الخشبية للفصل نحو الشرفة المعروفة شهقت الفتاة ضاحكة حينما التفتت للناحية التي تنظر لها ندى قائلة
لا ماتقوليش معقولة يكون العاشق المتيم 
حينما صمتت ندى فهمت الفتاة فزادت من ضحكاتها المچنونة وهي تدور حول ندى مرددة
اه ياكهينة يا لئيمة انت بقى معلقة الواد ومقشطاه ومعانا احنا بتضحكي معانا وتتمسخري عليه 
هتفت عليها ندى غاضبة 
بلاش كلامك المستفز دا يا علية كرم عايزني في حلال ربنا بدليل انه اتقدملي زي ماقولتلك .
تخضرت الفتاة وهي تحدق بندى من رأسها لأخمص قدمها فقالت بميوعة 
طب انا مش هاقولك كلام مستفز ولا اضايقك حتى بس بشرط تحكيلي الحكاية من طق طق لسلام عليكم .
زفرت ندى من انفها تشيح بعيناها عن الفتاة لبعض اللحظات تفكر قبل ان تعود اليها حاسمة امرها 
انا هاتكلم واحكيلك بس وديني ياعلية لو طلع الكلام دا للبنات المايصين اصحابك لاكون مبلغة عنك مديرة المدرسة بأي بمصېبة من اللي بتعمليها مع البنات .
اومأت الفتاة برأسها على مضض قائلة 
ماشي ياندى .
......يتبع
الفصل ١٩
بوجه ضاحك وابتسامة غابت عنها كثيرا كانت تتعامل مع زملائها في العمل والمرضى أيضا كان نصيبهم الرعاية مع الحديث اللطيف المرح تهون به عليهم انتبهت عليها صديقتها في اثناء مررهم برواق المشفى الذي يتدربن به 
عيني عليكي باردة النهاردة اول مرة من مدة طويل الاقي وشك منور كدة وضحكتك طالعة من القلب.
اومأت لها يمنى بابتسامة غير مبالية فتابعت صفاء 
وكمان بتتقلي ومابتروديش جرا ايه يابت عم سالم ليكونش مخبية عني حاجة يابت 
ويعني هاكون مخبية عنك ايه بس يامجنونة انت هاتستعبطي ما كل حاجة على يدك .
قالت يمنى فالټفت لها صفاء ترمقها بتفحص وردت تسألها رافعة احدى حاجبيها بريبة 
على يدي كيف يعني اوعي تكوني اتخطبتي ومداريه عني يابت 
ضړبت يمنى بكفيها تضحك مرددة 
عليا النعمة صح مچنونة يابت افهمي بقى انا لا يمكن هاتخطب ولا اتنيل طول ما انت بتنبريلي فيها ببوزك الفقر ده !
شهقت صفاء مستنكرة ترد عليها 
انا بوزي فقر برضوا يايمنى دا احنا اطورنا على كدة وبقينا بنعرف نألس بالكلام كمان يا يمنى ايه اللي حصلك يابت 
ضحكت بمرح يمنى وهي تتلقى لكزة صديقتها على ذراعها ثم توقفت بجوار
شرفة زجاجية في احد
اركان المشفى تنظر للخارج وقالت بشرود 
هاتصدقيني ياصفاء لو قولتلك ان انا نفسي مش عارفة انا ليه مبسوطة .
لا والنبي .
اردفت بها صفاء بغير تصديق وتابعت 
يعني على كدة بقى انت صحيتي الصبح ولقيتي نفسك بالهيئة دي طب والوش المكشر بتاع الأيام اللي فاتت في القلق والخۏف دا كان برضوا كدة من غير سبب .
ردت مضيقة عيناها وقالت بشقاوة 
اممم لا دا كان ليه سبب . بس برضوا على غير ارادتي .
من غير اردتك ازاي يعني هو انت مچنونة يابت 
قالت صفاء وهي تدفعها بكفيها حتى كادت ان توقعها على الارض صاحت يمنى عليها بصوت خفيض 
يامجنونة هاتوقعيني وتخلي صوتي يطلع انت عايزة تجيبلنا الكلام .
لم ترد صفاء وزفرت حانقة فتابعت يمنى بمرح 
طب خلاص ماتكشريش كدة واعدلي وشك المقلوب ده. 
صمتت
يمنى قليلا ثم أردفت 
احساس ان تبقى روحك معلقة بروح حد تاني غريب عنك او لما تشوفيه تبقى متأكدة انك تعرفيه من سنين طويلة دا اسمه ايه لما تحسي بقلبك بيرفرف من الفرح اما بس تشوفي ضحكته ولا ابتسامته النادرة
دا يبقى ايه لما تحسي ان صدرك طابق على قلبك والنفس منحاش عنك لمجرد بس انه زعلان لشئ يخصه حتى من غير مايقولك عنه دا اسمه ايه 
تنهدت صفاء بابتسامة تزين ثغرها فقالت 
هيييح على دلع البنات يما ومياصتهم ماهي معروفة لوحدها ومش محتاجة تفسير ناقص بس الفعل وتبقى رسمي .
ظهر الحزن على وجه يمنى الذي اختفى منه المرح وهي ترد على صديقتها 
للأسف دا حلم بعيد لا انا ولا هو نجرؤ عليه ماانت عارفة ظروفه مهببة ازاي مش انا حكايالك برضوا .
ردت صفاء 
عارفة بس مافيش حاجة بعيدة عن ربنا انت بس قولي يارب .
يارب ياصفاء يارب 
رددت يمنى بتمني حتى اجفلت على هتاف صديقتها 
صح يابت يايمنى انا قريت عن حاجة كدة مشابهة لحالتك انت صالح عارفة يابت بيقولوا عليها ايه 
قطبت يمنى تسألها باستفسار 
اسمها ايه .
اجابتها الأخرى 
دي والله اعلم حاجة كدة شبه التخاطر .
في البلدة الأخرى 
كان العم فضل جالسا بطرف الطريق على جزع نخلة صغيره مستندا بظهره على احد البيوت الطينية وكأنه في انتظار أحد ما حتى ظهرت احدى النساء وهي تعبر الطريق وبيدها عدة اكياس بلاستيكية ممتلئة بالخضروات هتف عليها فضل وهو يتقدم بخطواته نحوها 
استني استني اقفي عندك يا سيدة .
توقفت على سماع الصوت المرأة الأربعينيه تنظر بتفحص نحوه حتى اذا اقترب منها رددت مرحبة 
عم فضل ياهلا بيك ياراجل ياطيب عاش من شافك .
اقترب يصافحها بمرح هو الاخر 
انت اللي عاش من شافك بقيتي مختفية ومحدش بيشوفك خالص ليكونش عيشة القصر عجبتك يافقرية .
ضحكت المراة بمرح حتى ظهرت اسنانها فقالت 
قصر مين ياعم بس اللي هايعجبني واحنا شغالين خدامين فيه هو احنا وش قصور برضوا .
خدامين خدامين كلنا خدامين لقمة عيشنا يا سيدة مش احسن من مد اليد .
اردف بها العم فضل ردت المرأة على قوله 
احسن مية مرة طبعا بس انت نفدت ياعم فضل جوزة عيالك وسيبت الشغل تراعي قراطين الأرض يارب انا كمان اجوز البنتين عشان اترحم زيك .
ضحك العم فضل مستخفا يرد 
طول ما في جوازة بنات عمرك ما هاتستريحي دي مصارفهم بعد جوازهم بتكتر مش بتخلص .
والنبي صح عندك حق .
اومأت المرأة مصدقة بقوله فتابع هو سائلا 
الا قوليلي صح عاملة ايه البنية وردة خفت كدة بعد ما طلوعها من المصحة ولا لساتها على حالها 
لوت المرأة ثغرها تلوح بكفيها 
والله ما انا فاهمالها ياعم فضل مش انا مرعياها اليوم كله اها وبيتقطم ضهري قبالها لكن والنعمة ما فهمالها نوبة الاقيها بتبصلي واكنها عارفاني وسامعة كلامي ونوبة تاني اشوفها كأنها واحدة تانية نظرتها بتخوفني واحس كدة وكانها هاتهجم عليا تقولش بسم الله الحفيظ ملبوسة .
وه لدرجادي طب يعني على كدة هي مابتتكلمش واصل 
نفت المرأة تهز برأسها وقالت 
عارف ياعم فضل الدكاترة نفسيهم محتارين فيها وانا عن نفسي صعبانة عليا ومقطعة قلبي عليها والنبي البت وردة وهي وردة الوش وكانه بدر منور لكن العقل الله مخلف بقى .
ااااه 
اومأ فضل وكأنها يتفهم كلماتها ثم رفع رأسه لها قائلا 
بقولك ايه ياسيدة هي البت بيعمولها زين في القصر هناك ولا طول الوقت حابسينها في اوضتها وكاتمين نفسها 
............................
وفي الحديقة وبعد ان تناول معهم وجبة الإفطار على الأرض وسط الخضرة واجواء الطبيعة الساحرة كان يتحرك معهم بخطواته معهم يتابع طريقتهم في جنى الثمار الناضجة من الشجرة التي طرحت حديثا ثم غرز الحبوب في الأرض بعد ان تم عزيقها واخراج النباتات التالفة منها ثم ريها
بالماء الجاري حتى تنبت وتختضر كسابقتها شاكسه سالم قائلا 
تعبناك معانا النهاردة ياعم صالح .
بادله الابتسام قائلا صالح 
بصراحة مش عايز اكدب عليك ياعم سالم واقولك متعبتش لأن انا فعلا تعبت .
وه ههههه.
اردف بها سالم مقهقا يتابع 
انت كدة هاتخليني اصدق كلمة ولدي صح لما بيقول انك عطلان 
ضحك صالح وانطلقت ضحكة مدوية من يونس وهو
يردد 
دا محمد ولدك دا مصېبة صح ياواد ابوي .
ردد صالح هو الاخر 
الله ېخرب عقله حتى معاكم انتوا كمان فاضحني الا فين هو صح ماشغالش النهاردة معاك زي كل يوم ياعم سالم .
النهاردة في ماتش كورة في الاستاد الكبير يعني مش هاياجي غير بعد ما يخلصه انا مش عارف النصيبة دا امتى اتعلق بالكورة دا عمره مابجيبش الست سنين الله ېخرب مطنه .
ربت يونس على صدره بتفاخر 
طالع لعمه حبيب عمه ده دا انا مكنتش بسيب ماتش الا اما اشترك فيه على ايامي قبل مااحس بالدنيا والمعايش تطحني الله يلعن ابو الفقر ماله الواحد لو كان معاه فلوس دلوك مش كان زمانه اتجوز من زمان وريح مخه بلا ۏجع قلب .
خاطبه صالح قائلا 
مش دايما الفلوس بتبقى نعمة احيانا بتبقى نقمة ونصيبة كبيرة اسألني
انا شوية الهوا دول اللي طالعين من وسط الخضرة الى تشمهم وسط ناسك وحبايبك صدقني والله بالدنيا ومافيها .
صمت سالم ويونس بتفهم لمقصد صالح الذي اردف متابعا 
ياما نفسي احضر فرحك يايونس واشوف شكلك
عالكوشة جمب عروستك ههه
هاتعرف توشوشوها كدة برضوا يايونس وتضحكها عالكوشة
صدرت ضحكة مدوية من سالم كما ظهرت على وجه يونس قبل ان يستدير بجسده عنهم متصنع الڠضب
تم نسخ الرابط