رواية بقلم مروة حمدي
المحتويات
مغلقا خلفه الباب تاركا شقيقته تكمل الاتصال بعيدا عنه.
يقف بنفس المكان بكل مرة أتى إلى هنا ينظر إلى المياة بأمواجها المتلاطمه أمام عيناه كحاله بحيرة تنهد لقد كان خائڤا من رؤيتها بعد كل تلك السنين نعم خائڤ وعلى الرغم من تلك الراحة بتأجيل المواجهه بينهما الا ان خيبة حزن لا يمكن نكرانهما خيمان عليه أيضا.
هرب عند سماع صوتها ليس نفورا او كرها فقط حتى يستجمع شتات نفسه المبعثرة حتى يستطيع الوقوف أمام تلك المشاكسة و مجابهتها.
دخل إلى الحى وجدها تمسك بأحد الفتية تضربه بلا رحمه.
آسر بس بس الواد هيفطس فى ايدك
قمر ده لازم يتربى.
آسر عيب انتى بنت ماتمديش يدك على ولد اومال كريم بيعمل ايه لو غلط فيكى حد او زعلك روحى لكريم يجيب حقك مش انتى
اصبر عليه.
الولد پبكاء معملتش حاجه
قمر بټهديد هتكدب !
الولد اخر مرة انا عايز اروح لامى.
آسرللفتى وهو يمسكها من ملابسها من الخلف يجرها أمامه صاعدا بها لاعلى أجرى ..
الطريقة التى ركض بها الفتى پخوف ونظراتها له وهى تهدده بيدها بعلامه الذبح جعلته يطلق ضحاته عليها هز رأسه بيأس متذكرا حديث خالته عندما اشتكى لها وقتها.
خالته اكيد هو الغلطان.
قمر بدموع قالى يا منكوشه.
آسر يعنى هو كان كدب بذمتك بشعرك ده ال كل خصلة مخاصمة التانية.
خالته النعمه بيبقى متسرح وزى الفل تنزل الشارع مافيش خمس دقايق الاقيه اتخشب كده ووقف زى ال مشت فيه كهربا.
قمر ماما!
فادية روحى اغسلى وشك وسرحى شعرك وأسمعى كلام بن خالتك ما تضربيش حد تانى.
رقصت له حاجبيها ورحلت من أمامه.
آسر ايه الكلام ده يا خالتى
فادية فى ايه ياروح خالتك
آسر انتى بتشجعيها على الغلط.
فادية لا يا حبيبى انا بقولها ال يزعلها يعنى يضايقها يضربها.
آسر يا خالتى دى بنت بنت مينفعش اومال كريم بيعمل ايه
آسر وهو يقولها صريحه يا خالتى الواد أطول منها ده لو كان أداها بالقلم كان نومها فى الأرض انا مش عارف قدرت عليه ازاى دى
قمر من خلفة وهى تجلس جوار والدتها ضفريلى يا ماما.
آسر لخالته ايه رايك بقا افترضى اتشاكلت مع حد تانى ومقدرتش عليه او كانوا اكتر من واحد هتتبهدل يا خالتى
قمر يعنى انت عايز ايه دلوقت
آسر انتى بنت لا تلعبي مع اولاد ولا ليكى دعوة بيهم واى حد يضايقك انا وكريم موجودين ولو حكمت معاكى اوى يبقى الضړب على الهادئ مش ال يأذى ويكون فى ناس حواليكى على الاقل نضمن حد يحجز.
الخالة اسمعى كلام آسر يا قمر.
قمر ناظرة له تهز رأسها بهدوء.
اقترب منها مبتسما شوفى اهو انتى دلوقتى بقيتى فعلا قمر هادية و جميلة حافظى على شكلك كده اتفقنا
قمر اتفقنا.
آسر يمد يده لها طب يالا بينا.
قمر يالا.
الخالة على فين
آسر هرجع الشط
لماما انا كنت جاى اخدها لما مجتش مع
كريم!
تنهد بحنين ينظر حوله لذاك
المكان كلما اتى وجد به شئ جديد تغير تغير به الكثير ولكن تلك الذكريات لعبهم ضحكاتهم مشاكستهم لبعضهم البعض هو هى كريم ليلى لا زلل صداها يتردد بالهواء من حوله ١
ضړب كف بالاخر متذكرا تلك الفتاة وهى بمرحلتها الاعدادية عندما اتى للإجازة وقد فؤجى بها ترتدى ملابس واسعه وللغاية تتعرقل بخطواتها وهى تسير كذلك خجلها المبالغ فيه أمامه كان لا يصدق أنها تخجل منه هو حتى أخبرته والدته بهذا عندما سالها لما .
_ البنت كبرت مابقتش قمر الصغيرة هتاخد وقت عقبال ما تتعود وبعدها هى بنفسها هترجع تكلمك عادى .
آسر بعدك فهم تتعود على ايه مش فاهم.
الام بنفاذ صبر بقولك ايه مش فيقالك سيبك من قمر الزيارة دى وركز مع كريم .
لم تعجبه الاجابة ولم يفعل ما أخبرته به والدته ففى البداية كان يشاكسها يستفزها يدعوها للتنزة معه هنا كعادتهم كلما أتى ولكنها لا تستجيب فقط بغرفتها تغلق عليها الباب ولا تخرج وعلى الرغم من سعادته بارتداء
ها الحجاب الا ان تصرفاتها المستفئزة له وبشده جعلته يسخر منها.
_ايوه كده يا شيخه لمى الكارته ال محسوبه عليكى شعر دى.
تفاجأ بتلك اللمعه بعينيها تهدد بهطول دموعها جعلته يندم على ما تفوه به ولكن لحظه منذ متى وهى حساسه وللغايه هكذا
لم يستمر شعوره هذا طويلا عندما اشهرت مخالبها بوجهه.
_الكارته اسمه غجرى ومشاهير وناس كتير بتدفع فلوس قد كده علشان بس يعملوا شعرهم زيه صحيح الجهل خيبه ابقى تابع يابن خالتى.
آسر بضحكه صغيرة ايوه كده يا شيخه حمدالله على السلامه كده انا ارجع وانا مطمئن عليكى.
صعد للسيارة مبتسم وقد نال ما اراد لم يكن يرغب بالرحيل وهى هكذا اراد دائما أن يراها على تلك الهيئة قطه بريئه فذاك يليق بها اكثر من كونها فتاة خجولة بالنسبة له.
عقد حاحبيه عند تلم النقطه يلتفت لوالدته.
_ماما.
الام نعم .
_من فضلك لما نجى تانى زيارة لخالتى بلاش نقعد معاها فى الشقه.
الام اومال نقعد فين
_نأجر او ناخد الشقة ال جنبها نقعد فيها.
_خالتك بتأجرها بعدين ليه اللفه دى
_علشان منحرجش حد ولا نضيق عليه واهو شفتى بنفسك قمر شبه مقعدتش معانا خالص وطول الوقت كان فى اوضتها قافلة على نفسها.
الام خلاص هبقى اشوف انا الموضوع ده مع خالتك.
عاد من تلك الذكرى بابتسامه يملؤها الحنين لتلك الأيام .
تنهد بثقل يتذكر الزيارة التى احدثت الشرخ بينه وبين القمر.
التحق بالجامعه وهى بالمرحلة الثانوية وأتى بالاجازة مع أهله واستقر بالشقة المجاورة كعادتهم بالفترة الأخيرة بناء على طلبه وقد ارتاح كثيرا هو وأسرته لذاك الوضع.
كان يهبط الدرج سريعا متوجها للخارج حتى اوقفه صوت رقيق.
_بسبس.
وقف بمكانه عاقد لحاجبيه ينفض رأسه وقد بدأ له انه يتوهم هم بالتحرك ليوقفه الصوت مرة أخرى.
_بسبس.
نظر حوله بعينيه متمتما وده ليا انا ولا للقطه ال مش شايفاها.
_لا انت.
رفع عينيه لأعلى حيث مصدر الصوت لتتشق ابتسامه علىى وجهه وهو يرى تلك الفتاة أعلى الدرج بوجهها المستدير ناصع البياض وعيناها الخضراء الامعه.
لينطق بدون وعى يا سعدى.
هبطت بدلال مفرط تقترب منه مش انت قريب كريم وقمر.
_ايوه انا بشحمى ولحمى.
_انا بشوفك على طول بس مكنش بتيجى فرصة اتعرف عليك.
_من حظى الهباب.
ريم بتنهيده اصلك دايما مع الجماعه .
_فقرى هنقول ايه!
_حاولت دايما ألفت نظرك بس انت مكنتش مركز.
_ماليش حق.
_قمر لاصقالك على طول.
_عافية واقتدار.
_ولما شفتك نازل لوحدك قولت فرصه نتعرف.
_احلى فرصة.
_انا ريم.
_وانا آسر.
ريم بصوت رقيق سورى هو انا اخرتك عن حاجه
_ها لا ابدا ده انا كنت رايح ....
قطع حديثه يغمض عينيه لاعنا مفرقة الجماعات وهادمة اللذات.
_انت لسه واقف عندك يا آسر
هبطت بسرعه متعمده الاصطدام بتلك الواقفة توليها ظهرها لتترنح الأخرى بوقفتها أوشكت على السقوط حتى امسك بها آسر معتذرا معلش بلدوزر معدى.
قمر وهى تسحب يده وتتباطا هى ذراعه بحركه لا اراديه كانت قد توقفت عن فعلها منذ سنوات.
_مش يالا كفاية رغى هنتأخر على الجماعه.
_آسر ناظرا لتلك الريم باعين تكاد ترفرف منها القلوب ولا يعير الأخرى اى انتباه هستاذن امشى الجماعه مستنين على الشط ومش عايز اتاخر على حلة المحشى بصراحه.
ريم بتفأجا مصطنع بجد رايحين!! معقول الصدفه دى انا كمان رايحه.
آسر بابتسامه واسعه برزت بها أسنانه اتفضل معانا طالما السكة واحده.
ريم هابطه امامه اوك مفيش مشكله..
وقفت أمام قمر مكملة بغمزة غير كده نفس طنط فادية فى الأكل لا يعلى عليه.
اكملت هبوطها ليصفق آسر بيده هى متيسرة ولا ايه
قمر وهى تضربه بمعدته بكوع ذراعها هابطه پغضب ده انت ال حالتك متعسرة.
آسر ممكسا بمعدته يابنت انتى موردش عليكى ريم
قبل كده.
قمر لا و أنجز.
آسر مټألما فى ظهرك يا وحش.
ريم من الاسفل آسر يالا بقا.
آسر قافزا على الدرج بسرعه جعلت اعينها تتسع بشده وهو يتخطاها للخارج راكضا انا اهو.
الساخطه ولا حديثها المبطن اى اهتمام كان اهتمامه فقط منكب على تلك
الفينوس الماكرة وهى. ترسل بين نظراتها
إعجاب صريح به وهو شاب بمقتبل عمره رأقه الأمر كثيرا وارضى غروره.
انفصلت ريم عن المجموعه بضع خطوات لتلفت إليه بنظرة طويلة صامته ورحلت من امامه بسمه صغيرة على شفتيه وقد وصل له مغزاها الحق بى
الټفت حوله حتى يتأكد ان لا أحد يتابعه ورحل خلفها ليجدها تجلس على الرمال برقه تلائمها كثيرا ليجلس إلى جوارها لتبتسم هى عليه تنظر إلى المياة.
_جيت!
_ وانا اقدر اتأخر.
ضحكت بدلال عليه ليتابع هو لا بالهداوة كده انا مش متعود على كده.
_اومال متعود علي ايه
كاد يجيب ليوقفه صوت من الخلف.
_حابين نعرف ايه ال متعود عليه يا سى آسر.
آسر من بين أسنانه واقفا من مكانه هامساولكن همسه وصل لها على الغضنفر.
اجلى صوته يجز على نواجزه ايه ال جابك يا قمر
قمر بسخريه قولت اجى اشوفك بتعمل ايه بعد ما اتسحبت زى الحرمية من وسطنا.
اكملت وهى تشير بتقليل على من تجواره وياريت على حاجه تستاهل.
رفعت لها ريم حاجبها بغيظ لتنكمش ملامح وجهها بحزن مصطنع ناظره له آسر هى تقصدني انا بالكلام ده
أمام طريقتها تلك ابتلع ريقه بصعوبه لا طبعا.
قمر بعناد لا اقصد.
ريم بأعصاب باردة اقتربت منه ووضعت يدها على كتفه علشان آسر مش هرد عليكى.
قمر متدخله بالمنتصف بينهما لا ولكى عين يا بجاحتك.
آسر پحده قمر.
ريم معلش يا آسر هى كده من صغرنا وفى سنه غيرة منها ناحيتى مع انى بحبها.
قمر غيرة ! ومن مين منك انتى
يابت ده انتى ولاد المنطقة مسمينكريم على ما تفرج.
شهقت پعنف اتسعت اعينها پغضب لتضحك بتهكم يعنى هستنى ايه من وحده همجيه مسترجلة زيك
قمر بقا انا همجيه! طب تعالى بقا..
لم تمهلها فرصة للتصرف وهى تمسك بخصلات شعرها بين يديها لتحاول الأخرى تخليص نفسها منها وهى تحرك يديها بشكل عشوائي وكذلك بضع ركلات بقدمها وكلا منهما تكيل للأخرى وتتغزل باجمل الصفات.
قمر بقى أنا مسترجلة يا عقب البنات يالا ماشية تتطلطعى على كل واحد شوية.
ريم سودا وكودا ومولعه منى علشان نفسك تبقى زي ومش عارفة.
علت اصواتهم والټفت باتجاهمم الأعين واقترب مجموعه من الشباب ينظرون لما يحدث بفضول وهو
متابعة القراءة