رواية بقلم مروة حمدي

موقع أيام نيوز

بنت خالتى قمر بقلم مروة حمدى
بنت خالتى قمر 
بقلم مروة حمدى 
أطلقت زفير عالى عقب دلوفها من الباب وخلفها ولداها تزيح غطاء رأسها تجلس على أقرب كرسى قابلها تتابع ولدها بعيناها وهو يتحرك حتى جلس بمقابلتها استندت بذقنها على راحة يدها المرفوعه على قدمها ترفع أحدى حاجبيها منتظره سبب الرفض هذة المرة. 

طال صمته وهو يتهرب بعيناه بجميع الاتجاهات بعيدا عنها وشقيقته الصغيرة لا تساعده بالمرة فقط تتابع الاثنين بإستمتاع شديد وعندما نفذ صبرها من أفعاله 
_ها اتحفنى يا قلب امك ايه السبب المرة دى! ال خلتنا علشانه مكملناش خمس دقايق على بعض ومشينا وانا فى نص هدومى من الجماعه. 
آسر طب بذمتك انا راضى ذمتك كانت تنفع! 
الام مش انت ال قولت عايزها عروسة تسر العين. 
آسردى تعمى العين دى عروسة مولد يا ماما ده انا كنت تكه وهلبس نظارة الشمس علشان اعرف بس ابص فى وشها. 
ليلى حقة يا ماما فى حد يحط فول ميك اب بالنهار كده وروج احمر فاقع بالشكل ده! 
آسر ولا بالليل ولا فى اى وقت. 
الام سهلة كنت الاول اقعد اتكلم ولو عجبك الوضع بعيد عن الميكاج أبقى بينك وبينها اتكلم معاها وخليها تبطله. 
آسر الطم يا ماما اقعد ايه واتكلم ايه ما هى العينه بينه دى داخله عليا ببنطلون مفرقش عن الفيزون وبلوزه قصيرة بالعافية جاية لوسطها! 
ليلى مصححه لا يا أبيه اسمها شميز على الكمر. 
آسر بعيد عن ال بنتك بتقوله ده انتى كان عجبك لبسها ال مفصلها ومش سايب حاجه لخيال المشاهد ! وعلى افتراض انى اتهببت وقعدت وحده طريقه لبسها كده وشكلها كده تفتكرى تفكيرها هيكون ازاى!!! 
ليلى صافينار او لورديانا . 
آسر أهى الهبلة قالت اهى. 
ليلى مسمحاك علشان مقدرة حالتك بس. 
آسر بس يا بومه. 
نظر إلى والدته متابعا ولنفترض ان أسلاك مخى ضړبت وعجبتنى طريقه تفكيرها وقولت هتكلم فى موضوع اللبس والميكاب مش خاېفة عليا! مش خاېفة من ال ممكن اتفاجا بيه تحت وش الدهان لما يجئ على المحارة! 
كتمت ليلى ضحكاتها بصعوبه حتى والدته ولكن ماذا تفعل لقد تعبت حقا كل عروس يذهب لرؤيتها يرفضها حتى ذاع صيته بالمنطقة بأنه متعجرف مغرور يرى نفسه أعلى من الجميع. 
الأم ما انا زهقت وتعبت وشكلنا وسط معارفنا وأهلنا بقا وحش واحنا كل ما نخبط على بيت نزحلق بنتهم ونطلع فيها القطط الفاطسة ونمشى.
آسر تقومى تلبسينى فى مصېبة العمر كله 
الام طب دى ومصېبه وال قبلها ها ايه اعتراضك بقا فهمنى لبس واسع محترم خمار وما فيش نقطه احمر ولا أخضر فى وشها. 
آسر وعصبية و كان فضلها تكه وتضربنى لما سألتني حافظ كم جزء ولما قولت سبعه حسيتها بتدور على حاجه تخبط نفوخى بيها وهى بتسألني والباقى علشان بحسن نيه منى بقولها مشغول الفترة دى وهحاول اكمل... 
ليلى دى كان عليها بصه جابتني من فوق لتحت وبصباعها كده شاورت على ايدى انا فى الاول مفهمتش لما لقيتها بحلقت وشاورت على الكم ال ڠصب وانا قاعده اترفع بسرعه عدلته وقتها رفعت عنى الحصار وبصت بعيد عنى.
الأم انت عايز تجنني يا بنى! مش انت ال قولت عايزة متدينه تعرف ربنا! تساعدك تقرب منه! 
آسر ماما البنت لا غبار عليها ادب اخلاق لبس واسع محدش جاب سيرتها بكلمه وحشة متدينه ومتشددة كمان وقبل ما تتكملى ده مش عيب نهائى بالعكس لكن المشكلة فى الطبع يعنى واضح اوى انها عصبية جدا.
الام يا حبيبى دى بس علشان غيورة على الدين وعلشان كده.. 
قاطعها آسر سريعا. 
_يا ماما يا
حبييتى لو كنت فظا غليظ القلب لأنفضوا من حولك الدين ترغيب مش ترهيب يعنى بالراحه تتكلم تقولى تنصحني طالما شايفة انى مقصر ولا بد من النصيحه . 
كمان حتى النصيحه ليها قواعد يعنى النصيحه على الملأ ڤضيحه هى كان كل كلامها ټهديد تخويف عملت زى الشيخ ال واحد راحله وقاله عايز اصلى وانتظم قاله عليك سنه وفرض وفضل يعد له فى الركعات ال عليه الواد سابه وجرى بدل ما يتعامل معاه على انه طفل وعلى اول الطريق و بالراحه فرض فرض لحد ما ينتظم وقلبه يتعلق وبعدها الفجر وبعدها وحده وحده هو لوحده هيروح على السنن ده خبط لزق صعبهاله فهرب!
اخذ نفس عالى مكملا قوليلى لما طريقة نقاشها فى حاجه بديهيه ولا خلاف عليها بتكون بالشكل ده أومال لو اتجوزنا و كان فى خلاف على حاجه وكل واحد ليه رأى هنتكلم ازاى هنتفاهم أزاىهنوصل لحل ازاى 
حياتنا على طول هتكون مشدودة توتر وعصبية مش ده ال انا عايزه 
الام انت عايز ايه بالظبط علشان انا احترت. 
آسر بنوته هادية رقيقه مش هقول ملكه جمال بس على الاقل ملامحها مقبولة على خلق ودين صعبة دى.. 
الام طب ما هى.... 
آسر مقاطعا بسرعه واقفا من مجلسه ما تكمليش حافظ انا ماهى قمر بنت خالتك موجوده وفيها كل ال بتقول عليه صح 
بس احب اقولك قمر لا. 
الام فى اثره انت
الخسران بس
أعمل
حسابك انا مش هخبط على بيوت حد تانى واحرج نفسى مش هدخل بيت غير لما تقولى هى دى يا ماما.
آسر يقف امام باب غرفته يلتف لها وده ال انا ناوي عليه مش هروح لواحدة تانى عميانى على كلام فلان وعلان ال قلبى هيختارها هى ال هروح واخبط على بابها.
دلف إلى غرفته بعد ذلك لتنظر الام إلى ابنتها بقلة حيله هاتى التليفون يا ليلى اكلم خالتك زمانها مستنيه تعرف حصل ايه 
اعطتها إياها ثم رحلت خلف اخاها لغرفته وهناك سؤال يصيبها بالحيرة واجابته لديه.
طرقة خفيفة على الباب المفتوح جعلته يلتفت لصاحبها ليبتسم ابتسامه صغيرة معلقا من امتى الادب ده كله 
ليلى وهى تجلس على حافة الفراش اهو بنحاول نتعلمه. 
آسر بعدما ضربها بخفة على رأسها من الخلف ثم جلس أمامها يمدد نصفه العلوى يستند بظهره على الفراش بطلى لماضة وقولى عايزة ايه وبسرعه علشان تعبان وهلكان وعايز أنام.
ليلى حضرتك رافض قمر ليه 
قلب. عينيه بملل من تلك السيرة التى لا تنفك تذكرها والدتها أمامه بكل فرصه وها هى شقيقته تحذو حذوها. 
_انا إلى نفسى اعرف انتوا ال متمسكين بست قمر ده ليه 
ليلى علشان نعرفها كويس عارفين أخلاقها وتربيتها وكمان علشان اللاسته ال حضرتك طالبها دى كلها فى قمر... 
آسر معيدا حديثها بغير اقتناع كل المواصفات ال انا عايزها فى شريكه حياتى فى قمر. 
هزت رأسها سريعا مؤيدة 
آسر امم قمر ال ما اخدتش من القمر غير اسمه. 
ليلى يا أبيه حضرتك ليك زمان مشفتهاش دلوقت اتغيرت خالص ثوانى انا عندى صورة ليها. 
بسرعه اعتدل بجلسته يمسك يدها قبل أن تعبث بهاتفها ليلى انا مش تافه اوى كده علشان يكون الشكل هو المعيار الاساسى عندى بعدين انا اصلا مش مهتم بالموضوع من أساسه.
ليلى بإحباط ليه بس 
آسر حاجات كتير تقدرى تقولى من الطفولة وانا وهى مش بنطيق بعض وال متأكد منه أن لو حد عرض عليها الموضوع .. 
نظر إلى يده وابتسم هتعضه. 
ليلى راحله من امامه لو انت شايف كده اسمح لى اقولك انك أعمى. 
عقد حاجبيه متسائلا قصدك ايه يا بنت
انتى. 
ليلى بكرة تعرف بالمناسبه انا سامعه ماما بتتفق مع خالتو على اليوم ال هنسافر فيه إسكندرية تحضر خطوبه كريم ابن خالتك فشوف بقا هتطلع بأى حجه المرة دى وما تروحش معانا....
زم شفتيه معلقا كملت.
وبمكان اخر بعروس البحر المتوسط تقف خلف باب غرفتها الموارب تستمع لحديث والدتها مع خالتها اغمضت عينيها لتحرر تلك الدمعه الحبيسة بين جفونها لتغلقه بخفه متوجها إلى فراشها تجر قدماها بثقل ترتمى عليه بقلب منهك تحتضن وسادتها شاردة بذاك المتعجرف من ملك قلبها منذ الصغر.
بينما عقب اغلاقها للباب نظرت والدتها المتابعه لها بطرف عينها بحزن على حال إبنتها تعلم ما بها وما تخفيه ولكن ماذا بيدها أن تفعل لن تذهب وتعرضها عليه شقيقتها تهاتفها بعد كل مرة تذهب معه لرؤية عروس وكأنها تطمئنها برسالة مبطنه ان هناك امل ولم تنطقها صريحه حتى الآن.
تنهدت بصوت عالى جعل شقيقتها والدة آسر كريمه تتساءل فادية انتى معايا 
فادية بصوت حزين معاكى يا اختى. 
تلك النبرة الحزينه بصوت اختها لم تخفى عليها ولكن ماذا عساها تفعل مع متصلب الرأس ابنها! 
لمعت أعينها بخاطر ما لتعقلها برأسها متحدثه لنفسها وليه لا يمكن لما يتكلموا ويقعدوا ويشوفها يغير فكرته الزفت ال مش عارفه جابها من فين دى اهو محاولة اخيرة يكش يتهدئ بس بلاش افهم فادية لاديها امل والواد يكسفنى زى عوايده وأخسر اختى.
عادت للمكالمة من جديد وبدون سابق إنذار الا بقولك الشقه ال هنقعد فيها انا والعيال فضيت ولا لسه 
فادية فضيت من اسبوع حتى كان جاى مستأجر شهر قولتله محجوزة ما تقلقيش عاملة حسابى كويس. 
كريمه انا بقول يختى انتى من الصيف للصيف بتأجيرها وبلاش اجئ انا واقطع رزقها فلو المستأجر لسه موجود اديهاله.
فادية الااه وانتوا طيب اوعى يكون قصدك مش هتيجى الخطوبة يا كريمه! ازعل واقاطعك فيها دى ده اول فرحتى هتسبينى لوحدى يا أختى. 
كريمه مسرعه لا طبعا هو انا اقدر اتأخر عليكى ولا على كريم. 
فادية أومال! 
كريمه وهى تجلس على الاريكه براحه تمدد جسدها هنقعد معاكم فى شقتكم. 
كانت ليلى تمر من أمام والدتها ترتشف من الصودا بيديها لتسعل بشده وهى تنظر لوالدتها بعدما استمعت إلى أخر جمله لتبتسم باتساع ألعب يا كرملة. 
نظرت لها بتحذير مصطنع تضغط على شفتيها وهى تشير على الهاتف بنت عيب. 
جلست ليلى بجانب والدتها بحماس تتابع. 
طال صمت شقيقتها لتسألها كريمة بريبه فى حاجه يختى لو مش هينفع خلاص خلينا زى ما أحنا. 
فادية بابتسامه بعدما توصلت إلى ما تصبو إليه شقيقتها لتنظر إلى باب غرفة ابنتها المغلق وليه لا يمكن لما يقعدوا مع بعض ربنا يفك العقدة. 
كريمه فادية انتى لسه على الخط! 
فادية ده لو مشلتكوش الأرض اشيلكم انا فوق راسى انا دايما كنت بقولك خليكى فى الشقة معايا بس مش بحب اتقل فى الطلب
لما بلاقيكم ميالين
للشقة التانية
وبقول سبيهم براحتهم. 
أطلقت كريمه تنهيده وهى تزم شفتيها تنعت ولدها بسرها بكل الصفات فهو من يصر على شقة منفردة اذا ما ارادوا الذهاب للاسكندرية وبالاخص لدى خالته وكان هو شرطه الوحيد للقبول للذهاب معهم . 
كريمه مؤكده على شقيقتها يومين بالكتير نكون عندك . 
فادية مستنياكم وابقى سلميلى على استاذ مؤنس. 
كريمه يوصل يا حبيبتى. 
أغلقت كلا منهما الهاتف وداخلها تدعو ان تتم الأمور كما يريدا. 
خرجت كريمه من شرودها بنفضه بعدما قامت ليلى بقرضها من خاصرها مش سهلة يا كرملة. 
كريمه أسكتى بلاش نق خليها تكمل. 
ليلى وهى تشير على غرفة أخاها تفتكرى هيرضى ده بيروح معانا وهو شايل طاجن
ستى الله يرحمها فما بالك لما يعرف
تم نسخ الرابط