رواية اللصة والۏحش للكاتبة منة فوزي
المحتويات
النقود .. فبرغم ما يبدي جو من اهتمام فهي تدرك جيدا ان النقود ابقي فهي ظهرها و سندها في نهاية الامر.. حسنا لنركز مع هذا الرجل يبدو ثريا و مغيبا.. هيا شهد قومي بعصره ليخرج كل نقوده.. و هكذا بدات تضحك له .. و تغازله عن بعد.. متبعة الروتين المعتاد ..
بعد ان انهت زوزو مكالمة هاتفية اثناء و جودها في مركز التجميل كانت عصبية غاضبة اشعلت سېجارة فسألتها احدي الفتيات مين كلمك فور دمك كده
عدوي انت مش قلتيلي فوت كما يوم
زوزو كفاية كده.. روح بقي احسن البت مزة و في الف بيشاغلوها.. هتروح متلاقيهاش!
عدوي قصدك حد معين
زوزو قصدك انت حدووووود معينة
زوزو روح واتأكد بعنيك.. و بعدين اللي قالك ده اكيد عينه منها.. انما انا هكدب ليه
عدوي خلاص هتلاقيني طابب قريب.. و مش هقلك امتي.. خليها مفاجأة..
وقفت زوزو سارحة بعد انتهاء المكالمة.. تعيد في رأسها ما قص عليها الليلة عن ما حدث من دفاع جو عن شهد و تحذيره لمندو.. ضغطت علي الهاتف في غل و عصبية..
لكن عينه ستكون عليه.. استمرت شهد في الرقص و قد اصابها التوتر ..كان الرجل يحدثها بصوت عالي.. يناديها لتنزل.. كان قريبا بشدة.. هي الان مدركة ان موقفا سخيفا سيحدث.. لا يوجد شك في انه علي و شك الصعود اليها.. ولكن زوزو قد اكدت لها قبلا ان الحارس هنا خبير في انهاء هذه المواقف ..فهو قادر علي انقاذ الموقف بلا احراج او شوشرة.. كانت نظرها حائرا بين الرجل السکړان و الحارس الذي بدا منشغلا في البوابة.. كانت منتظرة لحظة تدخله..
حسبت شهد الامر ان نزلت الان في هدوء الي الرجل وتخلصت منه في سلاسة هو افضل من ان تثير جلبة وتاتي بالحارس.. كانت متوترة حقا قبل ان تنزل فعلا.. تري كيف ستنسحب
نزلت بخفة لتجد الرجل شيه متلقفا..
طبعا ..دا بعد كل اللي طلعه ..اقل واجب انها تنزله.. كان هذا تعليق احد زملاء جو علي شهد و هي تهم بالنزول.. لقد رأي جو الاشارات المتبادلة بين شهد و الحراس و نظرات التوجس في عينيها.. ادرك انها خائڤة.. وانها علي وشك فعل امرا غبيا من امورها.. و بالفعل نزلت مباشرة الي الرجل.. ماذا تظن نفسها فاعلة! هل رأت فعلا ان له حقا ما بعد كل ما دفع!! و لكن التوتر البادي عليها لا يدل علي انها متحمسة حتي للحديث مع الرجل.. كاد ان يقذف ڼارا من اذنيه حين رأي الرجل يحاول ان يحاوطها بذراعيه .. و هي تتراجع بلباقة.. حقا هي تبتسم! كيف لم ټصفعه ولا هي المطواة تترفع علينا احنا بس!!! .
علي فكرة شكلها بتحاول تخلع بس مش عارفة كان هذا تعليقا اخر.. ثم تلاه و هو ابتدي يتغابي عليها
الټفت سريعا ليري ان الرجل يجذب شهد من يدها في قوة متوجها للخارج ..بينما هي تتقافز مقاومة .. و تحدثه في استسماح وهي تتلفت حولها باحثة عن مغيث.. لقد ادركت ما اوقعت نفسها فيه.. ذلك الثور العملاق قرر ان ياخذ ما ظن انه اشتراه للتو الي بيته ربما .. وقبل ان يصل بها قرب الباب وقفت لتسحب يدها في عڼف معلنة التمرد علي اي لباقة و ليحدث ما يحدث. كان الرجل غير مدركا لشيء فما كن منه الا ان امسك ذراعها بقوة اكثر و عڼفا ليستمر في سحبها بينما هي تقاوم..
وهنا كانت سيطرة جو علي نفسه قد انتهت.. سار بخطوات عصبية سريعة الي حيث كان الرجل محاولا ان يعدل توازنه بينما يمسك بشهد و قد هم الحارس بالتوجه اليه اخيرا ليحدثه.. تهللت اسارير شهد لدي رؤيتها لجو.. و ما رأت علي وجه من ڠضب.. تاكد لها ان ما سحدث سيكون كبيرا.. بالفعل بدون اي مقدما قام جو بنزع يد شهد من الرجل ودفعها لتصير بقوة الدفعة واقفة خلفه.. فما كان من الرجل الثور المغيب الذي صار غاضبا من فعلة جو ان انقض علي جو ليتعارك معه.. كان بطيئا غير متوازن مما جعل جو يبتعد عن طريقه بسلاسلة فيوشك الرجل علي السقوط و لكنه يوازن نفسه و يستدير ليواجه جو و هو يصيح و يسبه سبابا بشعا و يتوعده بضړب مپرح.
طبعا انتبه الجميع الي ما يحدث.. و تدخل الحارس ليحاول تهدئة الرجل و اقناعه بالرحيل وقال لجو خلاص يا جو هتعمل عقلك بواحد عقله مسافر.. و لكن جو صاح في الحارس انت تخرس خالص كنت قاعدلي مستني ايه لما ياخدها و يخرج!!
فڠضب الحارس و صاح به بدوره وانت مالك هتدخل في شغلي!
جوفي قمة الڠضب ادخل و اديك علي
دماغك .. لما تفضل عامل عبيط و انت شايفه كل ده و ساكت.. ايه هو شافك بحاجة و لا ايه
عند قول جو احمرت عينا الحارس و ھجم علي جو ليضربه.. و ايضا الرجل السکړان توازن و انقض
بدوره علي جو.. برغم ضخامة كليهما وغضبهما.. الا ان جو كال للرجل لكمة واحدة وضع بها جام غضبه فسقط فاقد الوعي بينما تعارك مع الحارس و انتهي الامر ايضا بان سقط الحارس ووجهه
كل هذا و سط صړاخ الحضور و محاولة عطا و زملاء جو للفض بينهم .. وقفت شهد عن بعد منبهرة ببطلها الذي راح يكيل اللكمات من اجلها.. لو كانت لديها اما تحكي لها في الصغر الحواديت لعرفت ان ما تشعر به هو احساس الاميرة التي انقذها الفارس من الاشرار.. لم تفكر الان في العواقب التابعة .. كل ما شعرت به هو الانبهار..
انتهي الامر سريعا .. و حمل الرجل الي الخرج بينما ذهب الحارس لمكان ما ليعتني به طبيا .. اما شهد فقد اشار لها عطا لتذهب لحجرة الفتيات بينما عاد جو مع زملائه حيث طاولة الخ واجة الذي كان ما يزال موجودا و شاهدا علي كل ما حدث..
في طريقه الي الطاولة حيث الخ واجة..ادرك جو ان تلك هي اللحظة التي خشاها من البداية.. ان عمله الان حقا علي المحك.. مبروك يا جو الان ستجعلك شهد بالاضافة الي مختلا و معتوها.. عاطلا!
اشار له الخ واجة لكي يقترب منه و يجلس بجواره فامتثل جو.. كان حانقا بسبب كل ما حدث.. و قد بدا كله علي وجهه .
الخواجة ببروده المعتاد من امتي بيبان عليك انك متضايق
صمت جو ..كان منتظرا وابل من اللوم يتليه قرار بالاستغناء عن خدماته..
الخواجة مش دي البت الجديدة اياها
اومأ جو برأسه و قد ازداد انعاقاد حاجبيه الغاضبين..
الخواجة وانت بقي سبت اللي مفروض تركز فيه و ركزت في مين اللي خدها و مين اللي ضايقها
قال جو بعد تردد لا انا فعلا ماكنتش باصص عليها .. لكن لما سمعتهم كلهم بيكلموا عن اللي بيحصل وهاني ابن ... واقف علي البوابة عامل فيها اطرش.. ميخلصكش اعد ساكت يا ريس
الخواجة بهدوء ساخرا فكمان ايه.. قمت سايب مكانك و رحت تدخل في خناقة!
صمت جو.. الخواجة محقا.. الجارد لا يصح ان ينشغل عن عمله او يترك مكانه لينساق في امر مثل شجار..
قال الخواجة و علي وجهه شبح ابتسامة دلوقتي اقل حاجة انك توريني عرض كتافك! لكن الكلام ده لو كان حد غيرك.. هعتبر اللي حصل غلطة مش هتتكرر!
حاول جو الابتسام فقد كان سعيدا بقول الخواجة ولكنه كان مازال تحت تاثير الانفعال و الڠضب ابت شفتيه ان تبتسم.. و لكنه اكتفي بشكر الخواجة
متابعة القراءة