عِش العرب لسعاد محمد سلامة

موقع أيام نيوز


حافظة ماله وأعطى للبائع ثمن ماقاللكن بزياده عن المبلغ المطلوبوحمل اكياس الحمص وسار
لكنقال له البائع لسه الباجى بتاعك يا بيه
تبسمت همس وقالت له الباجى عشان بناتك ربنا يباركلك فيهم 
تبسم البائع وقال ربنا يباركلك فى جوزك يا ست ويرزجكم من وسع 
تبسم كارم وقال يارب 
بينما
همس شعرت بنغزة ۏجع فى قلبها وسارت صامته تأكل من حبات الحمص التى أعطاها لها كارم من البدايه كانت همس تتجنب الزحام الى أن خرحوا من المولد وساروا بالطريق يتسايرون بمرحتحدثت همس قائله

من زمان مخرجتش ولا روحت موالدكنا بنروح مع بابا اوقات وأحنا صغيرينبس لما كبرنا ماما بقت ترفض بسبب زحام الموالدبس عجبنى قصة الراوىرغم أنى عارفه خياليه ومش معقول تحصل فى الواقع 
تبسم كارم يقول وليه مستحيل تحصل فى الواقع 
تبسمت همس تقول لآن مستحيل حورية البحر تعشق صيادها وهو أسرها فى البدايه بين شبكتهوكان ممكن يتسبب فى مۏتها 
تبسم كارم يقولفعلا الصياد فى البدايه أسر الحوريه بين شبكة صيدهبس لما سمع صوت غناها الحزينوقع فى عشقهاوحررها من الشبكه وجابلها الميه قبل جلدها ما يتشقق وټموتوهى كمان لما شافت إهتمامه بها نسيت أنه أسرها فى شبكته تعرفى القصه دى بتفكرنى بمين 
ردت همس بسؤالبمين
قماح وسلسبيل
تعجبت همس قائلهمين! قماح وسلسبيل
رد كارمأيوا قماح وسلسبيلمتأكد قماح عنده مشاعر قويه ناحية سلسبيل بس بيخفى ده خلف بروده بس نظراته ل سلسبيل واضحه جدا ومن زمان كمان بس معرفش ليه متجوزهاش هى من الأوليمكن عشان سلسبيل نفسها مش واخده بالها من النظرات دى 
تبسمت همس تقولتعرف لما عمى قالى إن سلسبيل هتتحوز من قماح فى البدايه مصدقتش مستحيل سلسبيل طول الوقت بتتجنب قماحوبتقول عليه عنجهى وهوائىبس شوف نصيبها تتجوز منهفعلا سلسبيل زى الحوريه اللى كانت فى حكاية الراوى بتمنى تحب قماح زى الحوريه ما عشقت صيادها كده 
تبسم كارم يقولالوقت بيغير كل شئ وصلنا للجراچ اللى كنت راكن فيه العربيه قبل ما ندخل المولدخلينى أوصلك مع انى مش عاوز أفارقك بس الوقت بدأ يتآخر 
تبسمت همس له وصعدت الى السياره
بعد قليل توقف كارم بالسياره أسفل تلك البنايه التى تعيش فيها همس 
نزلت همس من السياره لكن قبلها قالت لكارم 
شكرا ليك يا كارم كانت فسحه حلوه 
نزل كارم من السياره خلفها وحمل أحد الأكياس وقال لها نصيبك من الحمص اللى إشتريناه خلينى اوصلك لحد باب الشقه 
مالو 
قاطعها كارم يقول مش هطمن عليكي غير لما تدخلي الشقه قدامى 
تبسمت همس له وصعد الإثنان بالمصعد الكهربائى لوهله
شعرت همس بالخۏف من بقائها بمكان ضيق مع كارم لكن مثلت الهدوء الى ان وصل المصعد أمام الشقه الخاصه بها مد كارم يده لها بالكيس قائلا تصبحى على خير يا هاميس 
تبسمت همس وفتحت باب الشقه ودخلت وهى ترد عليه وإنت من أهله يا كارم متنساش تدى لهدى حمص واتوصى دى بتحبه قوى 
تبسم كارم يقول عارف هدى وسلسبيل الإتنين بيحبوه وأنا جايبه لهم أصلا بكفر عن سيئاتى اللى كنت بعملها فى سلسبيل وأحنا صغيرين لما كنت بكسر لها تماثيلها 
تبسمت همس تقول فعلا سلسبيل كانت بتزعل منك بس عمرها ما كرهتك عكس البارد حماد إبن عمتى عطيات كنا بنكرهه إحنا التلاته كان غاوى غلاسه وبرود 
تبسم كارم يقول بس أنا مكنتش ببقى قاصد أكسرهم لها أنا كنت بحب أفضل معاكى أطول وقت وأنتم التلاته كنتم بتتجمعوا طول الوقت فى الأتلييه بتاع سلسبيل فكان اللى بيحصل ڠصب او تقدرى تقولى لفت نظر 
تبسمت همس بحياء وقالت تصبح على خير يا كارم الوقت اتأخر وممكن الجيران يفهموا وقوفك كده غلط 
تبسم كارم وتوجه نحو المصعدبداخله كم يود أن يرى وجه همس التى تخفيه خلف ذالك النقابوكم يود البقاء معهاأخذ قرارلابد أن يتزوج همس بأقرب وقتوتكمل علاجها وهى معه 
بشقة سلسبيل
بغرفة النوم
صمتت لم تنطق باقى كلمة الخلاص بالنسبه لهاحين وقع بصرها على وجه قماح الذى يتصبب عرقاوإصطبغ ببعض الإحمراريقاوم كى يفتح عينيهليس هذا فقط بل يهلوس ببعض الكلمات 
حتى إن كنت غاضب ممن أمامك فى لحظه تتحكم بك إنسانيتك التى لم تفقدها بعد رغم قساوة أفعاله معك 
برغم آلم جسدها الأ أنها تحاملت على نفسها ونهضت تضع يدها فوق جبين قماح جبينه مرتفع الحراره للغايه هو محموم
أزاحت سلسبيل عنها غطاء الفراش ونهضت سريعا ترتدى ذالك الأيسدال مره أخرى خرجت من الغرفه بل من الشقه لا تعرف كيف نزلت درجات ذالك السلم دخلت مباشرة الى غرفة هدايه وأشعلت الضوء وتوجهت الى فراشها حاولت توقظها بهدوء حتى لا تفزعها مدت يدها على كتف
هديه تناديها بهدوء 
إستجابت لها هدايه سريعا
وصحوت تقول 
سلسبيل الساعه كام أنا إزاي جت عليا نومه عمرها ما حصلت هو الفجر أذن ولا أيه
ردت سلسبيل لأ لسه بدرى عالفجر يا جدتي بس قماح رجع من شويه وفجأه تعب 
أزاحت هدايه غطاء الفراش سريعا ونهضت من على الفراش حسب قدرتها وقالت بلهفه خير أيه اللى حصله ساعدينى يا بتى هاتيلى الجلابيه بتاعتى اللى متعلقه هناك دى 
آتت سلسبيل بتلك الجلابيه ل هدايه وساعدتها على إرتدائها وخرجن الإثنتين من الغرفه تصدعان الى شقة سلسبيل كانت سلسبيل تساعد هدايه فى الصعود تمسك يدها 
بعد دقائق معدوده
أخرجت من جيب جلبابها مفتاح وقالت ل سلسبيل 
خدى إنزلى افتحى آخر ضلفه فى دولابى وهتلاجى مفتاح كبير
فى الصندوج بتاعى هاتيه وكمان هتلاجى شال أبيض فى نفس الضلفه بس فوج شويه هاتيهم وتعالى بسرعه 
أخذت سلسبيل المفتاح من يد هدايه بظرف دقيقه كانت عادت الى هدايه بمفتاح معدنى كبير الحجم يشبه مفاتيح البيوت الأثريه القديمه ومعها ذالك الشال الأبيض 
أعطتهما لهدايه تقول المفتاح والشال أهم يا جدتى 
أخذت هدايه الشال أولا ولفته حول رأس قماح وثم أخذت المفتاح ووضعته بمنتصف جبهة قماح وعقدته بالشال وقامت ببرمه بلفات دائريه بإحدى يديها واليد الأخرى كانت تقوم بتدليك عنق قماح من أسفل وصولا لبداية ذقنهظلت تفعل هذا لدقائقحتى شعرت ببداية زوال الحراره عن قماحتنهدت براحهقائله
الحمد لله الحراره زالت عنه شوى 
وضعت سلسبيل يدها فوق جبهة قماح وقالتلأ دى زالت كتير 
تنهدت هدايه قائلهطب ساعدينى بجى ناخد قماح نحط راسه تحت الميه شويه 
ردت سلسبيلقماح شكله بدأ يرجع
لوعيه شويه خليكى مرتاحه يا جدتي وأنا هساعده يدخل الحمام 
قالت سلسبيل هذا وتحدثت لقماح قماح لو قادر حاول تسند عليا وقوم معايا 
رغم أن قماح مازال يشعر بالتوعك لكن وضع يده على كتف سلسبيل ونهض معها بضعف 
سندته أيضا هدايه مع سلسبيل الى أن دخلت سلسبيل به الى الحمام تحدثت هدايه نزلى مايه ساجعه على چسمه يا سلسبيل 
بالفعل فتحت سلسبيل المياه البارده لتنسدل على جسد قماح الذى شعر برعشه قويه حين نزلت المياه البارده على جسده لكن بعدها شعر ببعض من الراحه
إنخضت سلسبيللكن تحدثت هدايهمټخافيش قماح چسمه جوىوهيجاوم 
تعجبت سلسبيل قائلههيقاوم أيه أنا هنزل اقول لبابا يطلب دكتور لقماح ده غمض عنيه وشكله لسه عيان والحراره شكلها هترجع تانى 
تبسمت هدايه رغم قلقها على قماح من لهفة سلسبيل وقالت لهادى ضړبة سمس يا بتى مش صداع عادىبس أنا خلاص أخدت السمس من راسهدى حراره عاديهبالكمددات هتروح روحى هاتى صحن بلاستيك صغير فيه شوية مايه وحطى فيه حتيتين تلچومعاهم شوية خل ومټخافيشقماح هيبجى زين بإذن الله الشافى 
إمتثلت سلسبيل لقول جدتها وآتت بطبق بلاستيكى صغير وبه ماء وقطع ثلج الممزوج بالخل وأعطته لها 
أخذته هدايه وقامت بوضع ذالك الشال بالماء المثلج وقامت بعصره ووضعه على جبين قماح وقالت ل سلسبيل 
روحى يا بتى غيرى خلجاتك المبلوله دى لا تمرضى إنت كمان وأنا إهنه جاعده چار قماح على ما تعاودى 
أمائت سلسبيل لها وذهبت الى
الدولاب أخذت بعض ملابس لها ودخلت الى الحمام خرجت بعد قليل تنظر لقماح
تبسمت لها هدايه قائله هيبجى كويس متجلجيش تعالى إجعدى چاره عالسرير لما الشال ينشف تبليه من الميه تانى أنا هجوم أتوضى وأصلى قيام الليل وأدعى له بالشفا وليكى براحة البال 
امائت سلسبيل رأسها لها تقول حرم يا چدتى 
نهضت هدايه وتركت سلسبيل تجلس جوار قماح على الفراش نظرت لوجهه الذى بدأ يعود لطبيعته قليلا لأول مره بحياتها تتآمل ملامح قماح لاحظت ذالك النمش الخفيف حول أنفه ووجنتيه يعطيه وسامه ملامحه تبدوا هادئه لكن قارن عقلها بين ملامحه
الهادئه وقسوته الذى يمارسها عليها طول الوقت بالتأكيد ليس عليها فقطهى رأته ېصفع زوجته السابقه ويتعامل پحده بتلقائيه منهاأخذت الشال وبللته بالمياه ووضعته على جبهته مره أخرةودون شعور منها سارت يديها تمسد خصلات شعره الرطبه 
أما هو كان يسبح فى خياله يشعر أن 
النور إنطفئ أمامه فجأه يسير بطريق معتم لم يختار يتمنى أن يعود الزمن لوقت أن كان هذا الطفل بالعاشره من عمرهرافقت خياله صورة والداته تذكر كثير من المواقف له معهاوالذكرى التى ترسخت بعقله هى تلك الأمنيه التى لم تحقق وليتها ما تحققت
وضلت والداته على قيد الحياه يتمتع بحنانها الذى حرم منه باكرا
أثناء دخول قماح ورباح الى المنزل عائدين من المدرسه إندفع رباح وهو يدخل خلف قماح وكاد يقع بأرضية الحديقهلكن سند بيده على قماح الذى لم يتنبه وتزحلق بأرضية الحديقه المبلوله بسبب هطول أمطار غزيزه رغم سخر منه رباح وقتها وضحك عليهوتركه ولم يمد يده له يساعده على النهوضبل قال لهأحسن يا ريت رقبتك كانت إنكسرت 
لم يبكى لكن الكلمه ترسخت بعقله الصغيرأخيه يكرهه دون سبب نهض من على الأرض أصبحت ملابسه ملوثه بالطين دخل الى المنزل ينادى على والداته التى آتت تحمل طفله صغيره بين يديهانظرت له بفزع تتحدث العربيه لكن بكلمات صعيديه مكسره إكتسبتها من عشرتها فى دار العراب السنوات الماضيه
قائله
قماح أيه اللى چرالك 
بتلقائية طفل قال رباح زقني وهو داخل للدار 
ردت كارولين
طب معليش تعالى معاى للأوضه أغيرلك هدومك 
تبسم لها وسار خلفهاوضعت تلك الصغيره التى كانت تحملها على فراش غرفة قماحوأتت بملابس نظيفه لقماح ووضعتها جوارها على الفراش وقالتيلا أدخل إستحمى ونضف نفسك من الطين ده وتعالى هنا إلبس هدومك علشان مش تتبل مايه من الحمام 
تبسم لها ودخل للحمامإغتسل وخرج بعد قليل يرتدى
مئزر قطنى صغير مناسب لهنظر لها وهى تداعب تلك الصغيره قائلاماما أنا نفسى يبقى ليا أخوات زى رباح كده 
تبسمت له قائلهرباح يبقى أخوك الكبير واخواته يبقوا أخواتك وكمان البيبى الصغير اللى فى بطنى هيبقى أخوك او أختك زيهم
 

تم نسخ الرابط